صحيفة الفيغارو
27 نيسان 2013 بقلم مراسلتها في تركيا لور مارشاند Laure
Marchand
أعلن
حزب العمال الكردستاني أن مقاتليه سيبدؤون انسحابهم من الأراضي التركية باتجاه
شمال العراق اعتباراً من 8 أيار. يُشكل هذا الانسحاب مرحلة أساسية في المفاوضات
الجارية بين الحكومة التركية وعبد الله أوجلان المسجون مدى الحياة في سجن عمرالي.
قام الزعيم العسكري لحركة الحكم الذاتي مراد كارايلان Murat
Karayilan بإعطاء إشارة
الرحيل لحوالي ألفي متمرد موجودين في تركيا، وأوضح أمام الصحفيين الأتراك في إحدى
قواعد حزب العمال الكردستاني في جبل قنديل بشمال العراق تفاصيل عملية الانسحاب
التي يُفترض أن تنتهي خلال عدة أشهر و"بأسرع وقت ممكن". من المفترض أن
ينسحب رجاله عبر الطرق التي يسلكونها عادة بين البلدين، والتي يعرفها الجيش
التركي. من المرتقب أن يتجنبوا القرى والمواقع العسكرية لتقليل أخطار الاصطدام مع
القوات الأمنية التركية. ولكن مراد كاريلان حذر قائلاً: "سيتوقف الانسحاب
فوراً في حال التعرض لهجوم، وسيستخدم رجاله حقهم بالرد". يعني ذلك أن خروجهم
من تركيا سيكون مع أسلحتهم بشكل يتناقض مع مطالب رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان.
يخشى
حزب العمال الكردستاني من تعرضه لهجوم من الجيش التركي كما حصل في عام 1999، عندما
أمر أوجلان المقاتلين الأكراد بمغاردة تركيا بدون أسلحة، وقُتِل آنذاك المئات منهم
في الكمائن. ولكن الحكومة تضمن هذه المرة أن المتمردين بإمكانهم الانسحاب بدون
عراقيل، وأكدت هيئة الأركان التركية أنها لن تُعرقل قرار السلطة المدنية.
عبّر
وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن تفاؤله مُشيراً إلى أنه بمجرد تجاوز
منتصف النهر "فإن العودة ستكون أطول وأكثر خطورة". أوضح مراد كارايلان
أن نجاح عملية السلام يمر "عبر إصلاحات ضمن إطار حل دستوري"، وذكّر
الحكومة التركية بـ "واجباتها" تجاه 15 مليون كردي في تركيا. يُطالب
المتمردون بعدة أمور منها: حق التعليم باللغة الأم والحكم الذاتي الإقليمي والعفو
عن المقاتلين والإفراج عن آلاف السجناء السياسيين المُتهمين بـ
"الإرهاب".
قال
النائب عن حزب السلام والديموقراطية عتلان تان Altan Tan، الواجهة السياسية لحزب العمال
الكردستاني: "سيلتزم حزب العمال الكردستاني بكلامه وسينسحب، من غير المؤكد أن
يقوم رجب طيب أردوغان بالشيء نفسه. ليس لدينا أية ضمانات". واعتبر أن
"الخطر الأكبر" هو أن يتصور رئيس الوزراء بأن الأكراد سيكتفون بـ
"بعض الإصلاحات البسيطة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق