الصفحات

الجمعة، ١٩ نيسان ٢٠١٣

(الرئيس الأسد يُظهر هدوءه وينتقد الغرب في لقاء تلفزيوني)


صحيفة اللوموند 19 نيسان 2013 بقلم بنجامان بارت Benjamin Barthe

     بثت قناة الإخبارية المؤيدة للنظام مقابلة تلفزيونية مُعدّة بعناية مع الرئيس السوري بشار الأسد يوم الأربعاء 17 نيسان بمناسبة العيد الوطني السوري. قام الرئيس السوري في هذه المقابلة بممارسة أسلوبه الإعلامي المفضل: أي انتقاد الدعم الغربي لمعارضيه، الأمر الذي يُعادل برأيه تمويل تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى إظهار صورة زعيم هادىء ووواثق بقدرته على استعادة سلطة نظامه بعد سنتين من التمرد المسلح.
     تم تصوير المقابلة التلفزيونية في مكتب الرئاسة الذي طغت عليه الألوان الحارّة مع العلم السوري بالإضافة إلى رفوف الكتب في الخلف. قام زعيم دمشق بالمقارنة بين "أبطال الاستقلال" في الماضي بعد 25 عاماً من الهيمنة الفرنسية، وبين الجيش السوري الذي يواجه اليوم "مجموعات إرهابية" يتلاعب بها الأجنبي حسب رأيه. قال بشار الأسد: "ليس أمامنا خيار آخر غير النصر، لأننا إذا لم ننتصر، سيكون ذلك نهاية سورية، ولا أعتقد بأن أي مواطن سوري يقبل هذا الخيار".
     قال الباحث في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلنغ Peter Harling: "لقد تم التقليل كثيراً من قوة النظام السوري. إن مجرد وجود مثل هذه المهنية في تصوير هذا اللقاء التلفزيوني، يُظهر أن النظام قد اعتاد على التعايش مع هذا النزاع وتكيّف معه. يجب الخروج من الرواية التي تُقدّم النظام على أنه كيان يواجه طريقاً مسدوداً".
     كان رئيس الدولة السورية مرتاحاً تماماً أمام الصحفيين اللذين يؤيدان وجهات نظره، وقد أشاد بالمساعدة الإنسانية التي قدمتها السلطات، وأكد أن الدول الغربية تلعب بالنار عبر دعم المعارضة التي يتكون جزء منها من مجموعات جهادية، وقال: "دفع الغرب سابقاً ثمناً باهظاً جداً بسبب تقديمه المساعدة إلى تنظيم القاعدة في بداياته. إنه يقوم بالشيء نفسه اليوم في سورية وليبيا وفي أماكن أخرى، وسيدفع ثمن ذلك باهظاً في قلب أوروبا والولايات المتحدة".
     إنه تلميح مُبطّن للخيبات الأمريكية في أفغانستان، عندما ساهم التمويل الأمريكي للجهاد المُعادي للسوفييت في ازدهار تنظيم القاعدة في هذا البلد، ويُعبّر ذلك عن الخطاب الكلاسيكي لبشار الأسد. ولكن هذا التحذير استعاد بريقه من جديد بعد قيام مجموعة جبهة النصرة الجهادية، التي تقف في مقدمة المعركة ضد النظام السوري، بالإعلان رسمياً في منتصف شهر نيسان عن علاقاتها مع تنظيم القاعدة الإرهابي.
     لدى الرئيس السوري الكثير من الأسباب التي تجعله راضياً خلال الأيام الأخيرة، فقد استعادت قواته السيطرة على الأرض قليلاً في مواجهة المتمردين، واستطاعت فك الحصار عن قاعدة وادي ضيف الإستراتيجية الهامة على الطريق بين دمشق وحلب. كما استطاع الجيش النظامي في شهر آذار استعادة حي باب عمرو في مدينة حمص مرة أخرى بعد أن دخلها الجيش في شتاء عام 2012. قال بيتر هارلنغ: "من الخطأ اعتبار أن النظام سيتخلى عن بعض أجزاء الأراضي. إنه لن يتخلى عن أي شيء. إنه يعيش ضمن فكرة أن إعادة الوضع إلى طبيعته ما زالت ممكنة".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق