الصفحات

الأربعاء، ١٠ نيسان ٢٠١٣

(ريتشارد أرميتاج: في العراق، "لم نُصغ بما فيه الكفاية إلى المُختصين")


صحيفة الليبراسيون 10 نيسان 2013 ـ مقابلة مع ريتشارد أرميتاج، نائب وزير الخارجية الأمريكي السابق  أثناء ولاية جورج بوش الأبن ـ أجرت المقابلة مراسلتها في واشنطن لورين ميلو Lorraine Milot

     أدركت الولايات المتحدة بعد عشر سنوات من سقوط صدام حسين أن كلفة الحرب على العراق كانت باهظة جداً على الصعد الإنسانية والمالية والجيوسياسية، وحتى المسؤولين الأمريكيين السابقين في إدارة جورج بوش الابن اعترفوا بأن هذه الحرب لم تكن تستحق هذا العناء. من بين هؤلاء المسؤولين نائب وزير الخارجية الأمريكي بين عامي 2001 و2005 ريتشارد أرميتاج، إنه بلا شك أكثرهم وضوحاً.
سؤال: ما هي برأيكم حصيلة الحرب على العراق بعد مرور عشر سنوات عليها؟
ريتشارد أرميتاج: لن أستخف بكم من خلال الرد بأنه من المبكر جداً معرفة ذلك. ولكن الحصيلة تعتمد على وجهة النظر. من جهة أولى، أنا أشعر بحزن كبير على مقتل 4488 جندي أمريكي وجرح 32000 آخرين ومقتل 120.000 أو 130.000 عراقي في هذه الحرب. إنه أمر مُرعب. من جهة أخرى، إذا كنت شيعياً في جنوب العراق، فأنت مسرور بلا شك. إذا كنت كردياً في شمال العراق، فأنت مسرور. إذا كنت سنياً في وسط العراق، فأنت منزعج جداً. الأمر الإيجابي حالياً هو وجود رئيس مُنتخب ديموقراطياً ودستور يضمن حقوق المرأة. ومن المهم أيضاً معرفة أن العراق لم يعد يُهدد بغزو جيرانه كما فعل في السابق. ولكنني لم أكن أريد هذه الحرب لكي لا يزداد نفوذ إيران، وهذا ما حصل اليوم.
سؤال: ألم يكن هذا النفوذ الإيراني مُتوقعاً عندما كنتم في وزارة الخارجية الأمريكية؟
ريتشارد أرميتاج: كانت فكرة المحافظين الجدد أن حصولنا على قواعد في العراق، سيُمكننا من الضغط على إيران. كان المختصون بالعالم العربي في وزارة الخارجية الأمريكية يعرفون بما سيحصل، ويعرفون بأن الأغلبية الشيعية في العراق ستتقارب مع إيران، ويعرفون أيضاً أن أغلبية المغتربين الذين عادوا إلى العراق بعد الغزو حصلوا على دعم إيران مثل رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي الذي عاش عدة سنوات في إيران. لم نُصغ إليهم بما فيه الكفاية.
سؤال: ألا يُدفع ثمن هذه الحرب على العراق في سورية حالياً؟ لم تعد تريد الولايات المتحدة التدخل في هذه المنطقة، حتى ولو كان يجب التدخل؟
ريتشارد أرميتاج: أنا ضد التدخل في سورية إذا كان يتجاوز المساعدة الإنسانية. لا يملك الجيش السوري الحر حتى الآن قيادة ومشروع وطني بشكل فعلي. كما لا أعتقد أن المشكلة هي نقص الأسلحة على الأرض. المشكلة كما أراها عن بُعد هي أن الجيش السوري الحر ليس قوة مسلحة واحدة، بل تجمع لعدّة قوات مُسلّحة، ويخضع جزء منها إلى نفوذ تنظيم القاعدة.
سؤال: أليس النزاع السوري بين السنة والشيعة امتداد أيضاً للنزاع الذي تسببتم به في العراق؟
ريتشارد أرميتاج: إن ما يحصل في سورية اليوم بدأ منذ عام 1981 عندما شاهد والد بشار الأسد وصول الإخوان المسلمين إلى حماة وقيامه بقتلهم. كانت النار كامنة منذ ذلك الوقت في الأرياف السورية. عندما قمت بزيارة بشار الأسد عام 2005، طلبت منه إغلاق الحدود مع العراق. أجابني بأنه لا يستطيع إغلاقها. سألته مرة أخرى: " لا تريدون أم أنكم لا تستطيعون؟". أجابني بأنه لا يستطيع إغلاقها، وليس لديه الوسائل للقيام بذلك. استنتجت من ذلك أنه فقد السيطرة على الأرياف.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق