صحيفة الفيغارو
24 نيسان 2013 بقلم إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre
جعل
باراك أوباما وحلفائه الفرنسيين والبريطانيين من استخدام النظام السوري للأسلحة
الكيميائية "خطاً أحمر" سيؤدي تجاوزه إلى تدخل عسكري. يعتبر المسؤولون
الأمريكيون أن هذا "الخط الأحمر" قادر على "تغيير المعطيات"،
ويبدو أنه تم تجاوز هذا الخط منذ عدة أسابيع دون بروز أية ردة فعل من واشنطن. إن
أسباب عدم التدخل في سورية عديدة كما تراها الولايات المتحدة التي تشعر بالتعب من
الحروب بعد العراق وأفغانستان، وتخشى من المعارضين الإسلاميين، وتُركّز
إستراتيجيتها باتجاه آسيا.
تُهدد
هذه السلبية الأمريكية بالتأثير على ملفات أخرى في المنطقة. إن باراك أوباما
مُرتبط بإلتزام آخر، فقد وعد حليفه الإسرائيلي بأنه سيمنع ظهور القنبلة النووية
الإيرانية بالقوة إذا اقتضى الأمر بعد استنفاذ الوسائل الدبلوماسية وسياسة
العقوبات. لقد ذهب المسؤولون الأمريكيون عدة مرات إلى إسرائيل من أجل ردع بنيامين
نتنياهو عن القيام بضربات وقائية ضد المنشآت الإيرانية. ما زال رئيس الحكومة
الإسرائيلي يشك بمصداقية باراك أوباما، ولكن وافق على تأجيل مشاريع الحربية على
مضض.
يتساءل المسؤولون الإسرائيليون حالياً: ولكن إذا
لم يحترم الرئيس الأمريكي وعده حول سورية، كيف يمكن التأكد من أنه سيحترم وعده حول
إيران. إن جمود الدول الغربية حيال سورية لا ينزع المصداقية فقط عن كلام العالم
الحر تجاه المتمردين السوريين، بل يُضعف أيضاً مصداقية الكلام الأمريكي لدى حلفائه
الأساسيين في العالم مثل إسرائيل التي قد تحاول التصرف بشكل منفرد، وكذلك لدى
الدول المحمية بالمظلة الأمريكية مثل كوريا الجنوبية واليابان ودول أوروبا الشرقية
سابقاً التي ما زالت تخشى من جارها الروسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق