صحيفة اللوموند
14 نيسان 2013 بقلم مراسلها في السويد أوليفييه تورك Olivier
Turc
كان هانز بليكس وزيراً للخارجية في السويد
بين عامي 1978 و1979، ومديراً عاماً للوكالة الدولية للطاقة الذرية بين عامي 1981
و1997، والرئيس التنفيذي للجنة الرقابة والتحقق والتفتيش في الأمم المتحدة (Cocovinu) عام 2000.
ما
زال الرئيس السابق لمفتشي الأمم المتحدة في العراق هانز بليكس Hans Blix (85 عاماً) يعمل بعد عشر سنوات من غزو العراق،
ويشعر بالقلق. لقد رفض تأكيد وجود أسلحة دمار شامل في العراق على الرغم من الضغوط
التي تعرض لها آنذاك عندما تم اتهام العراق خطأ بإخفائها. لا يستطيع هانز بليكس أن
يمنع نفسه من مقارنة الوضع في العراق سابقاً مع الوضع في إيران حالياً، وقال:
"كما حصل في العراق سابقاً، نحن نعيش تصعيد كلامي خطير: يُقال أن جميع
الخيارات مطروحة على الطاولة، وأنه لا يُستبعد أي شيء. ولكن هناك اختلافات
هامة".
أشار
هانز بليكس إلى أن العراق عام 2002 كان مُنهكاً، ولا يُمثل خطراً عسكرياً على
جيرانه. بالمقابل، "إيران قوة عسكرية ضخمة". وأكد أن إيران بإمكانها
تطوير السلاح النووي، ولكن لا شيء يدل على أنها تنوي ذلك. قال هانز بليكس:
"تعرض العراق للهجوم من أجل إزالة أسلحة لم تكن موجودة. هناك اليوم حديث عن
مهاجمة إيران بسبب نوايا ربما تكون غير موجودة".
اعتبر هانز بليكس أن قرار القيام بعملية عسكرية
يجب إتخاذه ضمن إطار القانون الدولي: أي إما بعد قرار من مجلس الأمن لاستخدامه
كأساس للقيام بهجوم وقائي، أو في حالة الدفاع المشروع عن النفس. فيما يتعلق
بالتدخل الفرنسي في مالي: قال هانز بليكس: "أعتقد أنه كان مشروعاً. لم يُعارض
مجلس الأمن هذا التدخل".
كتب
هانز بليكس مؤخراً أن هناك حدود لما يمكن الحصول عليه عن طريق القوة العسكرية:
"أقصد بشكل خاص العراق سابقاً وسورية حالياً. من الممكن القضاء على نظام عن
طريق القوة، ولكن لا يمكن إعادة بناء دولة. يجب أن يأتي ذلك من الداخل، وهذا بحاجة
للوقت. الوضع في مالي مُختلف: تم اعتبار هذا البلد مثالاً للديموقراطية في المنطقة
منذ عشرين عاماً على الرغم من المشاكل الأخيرة".
يعمل
هانز بليكس في عدة مشاريع عالمية: إنه يترأس مجموعة الدول المانحة التي تقوم
بتمويل بناء طبقة سميكة وعازلة فوق المفاعل النووي في تشرنوبيل، يقوم الكونسورتيوم
الفرنسي Novarka بعملية البناء. كما يترأس منذ عام 2010 اللجنة
التنفيذية المُكلّفة بتقديم المشورة إلى إمارة أبو ظبي من أجل بناء أربعة مفاعلات
نووية من كوريا الجنوبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق