صحيفة الفيغارو
22 نيسان 2013 بقلم مراسلها في بروكسل جان جاك ميفيل Jean-Jacques
Mével
بعد
عدة أشهر من المراوحة في المكان بشكل مُخيّب للآمال، يبدو أن الغرب أصبح مستعداً
لزيادة الضغط السياسي والعسكري على بشار الأسد. ستقوم الولايات المتحدة بمضاعفة
مساعدتها إلى التمرد السوري، وأشارت ألمانيا للمرة الأولى أنها ربما توافق على
تخفيف الحظر على الأسلحة بشكل يتوافق مع المساعي الفرنسية والبريطانية. لقد بدأت
هذه الديناميكية الجديدة على جانبي الأطلسي خلال الأيام الأخيرة انطلاقاً من
ملاحظة مُخيبة للآمال، قال أحد السفراء المشاركين في النقاشات: "كان الأسد
يعتقد قبل عام بأنه سيخسر. يعتقد النظام اليوم أنه يستطيع الانتصار من جديد. ليس
هناك أي حافز يدفع بشار إلى التفاوض حول خروجه ما دام هذا الوهم باقياً. يجب إزالة
هذا الوهم".
تم
التوصل إلى العناصر الأولى لهذه المساعدة خلال عطلة نهاية الأسبوع 20 ـ 21 نيسان
في اجتماع أصدقاء سورية في استانبول. من الناحية العسكرية، سيتم "تقوية"
المعارضة من أجل دفع النظام إلى التفاوض. قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري:
"يجب علينا تغيير حسابات الرئيس الأسد"، وأكد تقديم مساعدة إضافية إلى
المتمردين قدرها 123 مليون دولار. تقوم الولايات المتحدة رسمياً منذ 23 شباط
بتقديم مساعدة طبية وغذائية. ولكن المساعدة ستتضمن هذه المرة تجهيزات عسكرية، على
الرغم من أن باراك أوباما استبعد إرسال أسلحة حربية. ربما يقوم البنتاغون بإرسال
ستر واقية ضد الرصاص ومناظير ليلية. ما زال الجواب الأمريكي أقل من الحد الأدنى
الذي يأمله الجيش السوري الحر والمعارضة ضد الأسد الذين طالبوا في استانبول بقصف
جوي ضد منصات الصواريخ ومستودعات الأسلحة الكيميائية. يرغب المتمردون أيضاً إقامة
مناطق حظر جوي كما حصل في ليبيا من أجل حماية المناطق التي يستولون عليها من
العدو.
فيما
يتعلق بالجانب الثاني من الجواب الغربي، فهو جواب أوروبي. تسعى باريس ولندن منذ
ستة أسابيع إلى تعديل أو رفع الحظر المفروض على إرسال الأسلحة إلى سورية. يتعلق
هذا الحظر بالاتحاد الأوروبي فقط، ولم يمنع جيش النظام من الحصول على الأسلحة من
روسيا وإيران. كما سمح هذا الحظر للميليشيات الإسلامية داخل التمرد بتعزيز قوتها
عن طريق الحصول على الأسلحة من السعودية وقطر، الأمر الذي يُهدد بتهميش المعارضة
"المعتدلة" المدعومة من الغرب. قال لوران فابيوس: "إذا لم تحصل
المعارضة العقلانية على الدعم والمساعدة، فإن المتطرفين ومن بينهم جبهة النصرة
المرتبطة بتنظيم القاعدة ربما سينتصرون مستقبلاً".
ما
زالت نصف عواصم الاتحاد الأوربي بقيادة فيينا ولاهاي وبدعم من برلين تُعارض إرسال
الأسلحة، وتعتبر أنه يوجد ما يكفي من الأسلحة على الأرض. ولكن ألمانيا غيّرت
موقفها عشية اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي واجتماع وزراء دول
الحلف الأطلسي (28 دولة) يوم الثلاثاء 23 نيسان، قال وزير الخارجية الألماني بعد
عودته من استانبول: "إذا كانت هناك دولتان في الاتحاد الأوروبي تعتبران أنه لا يوجد خطر بسقوط
الأسلحة بأيدي سيئة، فيجب علينا احترام رأيهما. يعني ذلك أنه إذا نجحت باريس ولندن
في جمع حلفائهما، فمن الممكن أن تتراجع برلين سريعاً أمام الضغوط.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق