افتتاحية صحيفة الفيغارو 3 أيلول 2013 بقلم
مدير التحرير أليكسيس بريزيه Alexis Brézet
بشار
الأسد ليس دكتاتوراً عادياً: إنه طاغية عنيد اختار متعمداً قمع تمرد شعبه بالدم
عبر وسائل وحشية. ولكن قسوته الحاقدة في هذه المنطقة من العالم المعتادة على أسوأ
الأمور تمثل دافعاً للإدانة بالإجماع. إنه أفضل حلفاء إيران وحزب الله، ولهذا
السبب هو حلقة أساسية في المحور الراديكالي الذي يهدد التوازن في الشرق الأوسط.
أخيراً، قال لنا بصراحة أن فرنسا تتصرف "كعدو"...
من
أجل كل هذه الأسباب الوجيهة، هل يجب علينا التخلي عن فتح صفحات صحيفة الفيغارو
أمامه؟ هل كان يجب رفض نشر المقابلة التي أجراها معه مراسلنا الخاص جورج مالبرونو،
لأن كلامه يحمل تهديداً وصمته مرعب؟ لا، بالتأكيد لا! إن إتاحة الفرصة للكلام لا
تعني الموافقة عليه ولا ضمانة له، بل توفير عنصر أساسي لقرائنا والرأي العام
الفرنسي والدولي من أجل فهم المأساة المعقدة. في هذا العالم الذي تختفي فيه
المعلومات غالباً وراء التعليقات، هذا هو الدور الهام لصحيفة كبيرة مثل الفيغارو.
أي أن نكون في المكان الذي تدور فيه الأحداث، ورواية الأحداث، وإعطاء الكلام إلى
الأطراف المعنية، وتوفير المعلومات بكل بساطة.
بالتأكيد، نحن لسنا أغبياء. وليس من قبيل الصدفة
أن يختار الدكتاتور السوري التوجه إلى صحيفة فرنسية كبيرة عشية النقاش البرلماني
الذي يقسم الرأي العام الفرنسي والطبقة السياسية. من الممكن الاعتقاد مثل البعض
بأنه من الضروري الإسراع بالتدخل عسكرياً في سورية من أجل "معاقبة"
مجرم والقيام بضربة رمزية لإيقاف انتشار الأسلحة الكيميائية. من الممكن اعتبار ـ
وهذا هو رأي الفيغارو ـ أن التدخل العسكري خارج القانون الدولي سيؤدي بالتأكيد إلى
تفاقم جميع مصائب المنطقة (ونفكر بنتائج ذلك على إسرائيل والأقليات المسيحية) دون
القضاء على أي منها. ولكن من أجل تكوين رأي، يجب امتلاك جميع أجزاء الملف، وهذا هو
أحدها. والقرّاء هم الحكم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق