صحيفة اللوموند 30 آب 2013 بقلم رئيس الأركان
السابق في البحرية الفرنسية إيتيين كوبيل Etienne Copel
هناك
ثلاثة أنواع من التدخل يمكن التفكير بها في سورية:
1 ـ التدخل بدون
الولايات المتحدة (غير محتمل).
ـ القصف بالطائرات من بعيد، بدون مقتل أي جندي
من التحالف. يقصف الطيران لوحده من بعيد عبر طائرات رافال
وتيفون وميراج 2000 باستخدام أنظمة صواريخ بعيدة المدى وذاتية التحرك (Scalp)، كما حصل في
ليبيا عام 2011. تتلاءم هذه الصواريخ مع الهجوم على الأهداف الصلبة مثل هنغارات
الطائرات الاسمنتية ومراكز القيادة والاتصال. من أجل مهاجمة مدرجات المطارات،
تستخدم هذه الصواريخ شحنتين تنفجران بشكل متتالي، الأمر الذي يسمح للانفجار الثاني
بالانفجار تحت المدرج واقتلاع البلاط عن جزء كبير من مساحة المدرج، وتجعل إصلاحه
صعباً. إن الهجوم فقط بواسطة نظام Scalp سيسمح بمنع النظام من استخدام طائراته للهجوم على مواقع
المتمردين، وسيزيد من صعوبة الاتصالات. ولكن هذا النظام لا يمكن إستخدامه إلا ضد
أهداف محددة في لحظة الإطلاق، ولا يمكن استخدامه ضد أهداف مموهة بشكل جيد أو ضد
الأهداف المتحركة.
ـ استخدام
طائرات المساندة والطائرات المروحية المقاتلة، بشكل يهدد بمقتل بعض الأصدقاء. يجب
استخدام الطائرات القادرة على التحرك فوراً ضد الأهداف القريبة من أجل تدمير
الدبابات والمدافع وعربات النقل. لا شك أن الوسيلة الأفضل هي الطائرات المروحية،
ولكن قدرتها على المقاومة ضعيفة. لحسن الحظ، يملك جيش المدرعات طائرات خفيفة
ممتازة مثل Tigre التي أثبتت جدارتها في مالي وليبيا. إذا تم استخدام الطائرات
المروحية في سورية، فإن الطريقة الأسهل ستكون إقلاعها من حاملة الطائرات المروحية
ميسترال (Mistral) أو حاملة الطائرات شارل ديغول الجاهزة للعمل حالياً.
2 ـ مشاركة
الولايات المتحدة بالهجوم.
يسعى
الأمريكيون إلى تدمير الأسلحة الكيميائية أولاً، ولكنه سيكون صعباً لأن القذائف "الكيميائية"
ليست أكبر من القذائف التقليدية، ومن السهل إخفاءها. بالمقابل، سيكون بإمكان
الأمريكيين تحسين فعالية الأعمال التي تستطيع فرنسا وبريطانيا القيام بها بفضل:
ـ الصواريخ
بعيدة المدى: تتمتع هذه الصواريخ بالدقة وقوة التفجير، ويتم
إطلاقها من الغواصات والسفن والطائرات، وبإمكانها شل الطيران السوري ومراكز
القيادة الرئيسية ومراكز الاتصال. من الممكن تدمير القصر الرئاسي، ولكن بشار الأسد
يملك بعض الملاجىء بالتأكيد، ومن المفترض ألا يتم القضاء عليه شخصياً عبر الضربات
الجوية.
ـ الطائرات
بدون طيار: تملك القوات الأمريكية العسكرية والمدنية طائرات بدون
طيار قادرة على التجسس والتدمير. قامت هذه الطائرات من طراز Predator بمهمات ناجحة جداً في أفغانستان
والباكستان، إذا قمنا بغض النظر عن الخسائر البشرية والتداعيات السياسية السلبية
في أغلب الأحيان.
ـ طائرات
المساندة: يملك سلاح الجو طائرات مساندة دون سرعة الصوت تدعى بـ
"شاحنات القنابل" مثل: A10 التي تحوي معدات متطورة تمنحها قدرات كبيرة ضد أهداف مختلفة. تقع
هذا الطائرات ما بين الطائرات المروحية والطائرات التي تتجاوز سرعة الصوت، وذلك
فيما يتعلق بإمكانية تعرضها للإصابة ودعم القوات في المعارك القريبة.
ـ القنابل
الخارقة: قام الأمريكيون منذ عدة عقود بتطوير سلسلة من القنابل
القادرة على تدمير المواقع المحمية الموجودة على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض.
3 ـ منطقة
الحظر الجوي.
من
حيث المبدأ، إن إقامة منطقة حظر جوي فكرة رائعة، وتتضمن منع التحليق فوق منطقة
محددة لحماية السكان المعنيين. المشكلة هي صعوبة إقامة هذه المنطقة والحفاظ عليها
في بلد مثل سورية الأصغر بكثير من العراق. ولكن من الممكن التفكير بإقامة مثل هذه
المنطقة بعد ـ وفقط بعد ـ تدمير وسائل الدفاع الجوي في سورية.
إن
السيناريو الأكثر احتمالاً هو هجوم مشترك ومحدود زمنياً من قبل القوات الجوية
الأمريكية والفرنسية والبريطانية بدعم من العديد من الصواريخ بعيدة المدى. ستكون
الأهداف جميع مسارات تحليق الطيران السوري ومعظم ملاجىء الطائرات المقاتلة
والرادارات ومواقع إطلاق الصواريخ ومراكز الاتصال وأكبر عدد من مراكز القيادة. لن
يتم تدمير القدرات الكيميائية لبشار الأسد بأكملها في المرحلة الأولى، ولكن سيكون
من السهل إبلاغه بأنه في حال القيام بهجمات كيميائية جديدة، فإنه سيتم تنفيذ أعمال
جديدة تتلاءم مع الأهداف المتحركة، ولاسيما عبر الاستخدام الكثيف للطائرات
المروحية بدعم من قوات الجيش السوري الحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق