صحيفة اللوموند 10 أيلول 2013 ـ مقابلة مع العالم الكيميائي الروسي فيل
ميرزيانوف Vil
Mirzaianov ـ أجرت المقابلة مراسلتها في موسكو ماري جيغو Marie Jégo
يحمل
Vil Mirzaianov شهادة الدكتوراه في الكيمياء، وكان باحثاً في المعهد الحكومي للكيمياء
العضوية والتكنولوجيا في موسكو بين عامي 1965 و1992. تعرض للاعتقال عام 1992 بعد
نشره لمقال انتقادي حول المؤسسة الصناعية العسكرية الروسية، واتهمها بأنها تهزأ من
اتفاقية عدم انتشار الأسلحة الكيميائية. تم الإفراج عنه بعد عدة أشهر، ثم تعرض
للاعتقال مرة أخرى عام 1994، ثم تمت تبرئته. يعمل فيل ميرزيانوف ويعيش في مدينة
برينستون الأمريكية منذ عام 1996.
سؤال:
هل روسيا هي التي زودت سورية بالأسلحة الكيميائية؟
فيل
ميرزيانوف: أرسل الاتحاد السوفييتي في نهاية الثمانينيات عدة شحنات
كبيرة من الأسلحة الكيميائية المتطورة إلى العراق وسورية. من غير المعروف مصير هذه
الأسلحة في العراق. تم إرسال المواد الكيميائية مع الأسلحة الحاملة لها (قذائف،
قنابل، صواريخ). في الوقت نفسه، تم إرسال المدربين إلى هناك. استمرت روسيا في
تأهيل السوريين في معاهدها وأكاديمياتها العسكرية في موسكو بعد انهيار الاتحاد
السوفييتي. تم تدريب وتعليم الضباط السوريين في القوات الكيميائية داخل المؤسسات
الروسية. قامت الحكومة الروسية عام 1993 بالتوقيع على اتفاق لإنشاء مركز لإزالة
العدوى في سورية. ولكنه كان في الحقيقة غطاء، لان المستشار الرئيسي لهذا المركز من
الجانب الروسي كان الجنرال أناتولي كونتسيفيتش Anatoli
Kontsevitch الذي تعرض
للملاحقة عام 1994 لأنه أرسل إلى سورية بشكل غير نظامي كل الاحتياجات اللازمة
لإنتاج غازات الأعصاب والشلل مثل الساران وSoman، ثم توقفت الملاحقة. حافظ الجنرال
كونتسيفيتش على منصبه كمستشار في هذا المركز حتى بعد إبعاده من الجيش. لا أعتقد أن
التعاون الروسي ـ السوري حول الأسلحة الكيميائية قد توقف. ما زال هناك حتى اليوم
طلاب سوريون يدرسون في المؤسسات العسكرية الروسية المتخصصة بالكيمياء.
سؤال:
هل يستطيع المتمردون السوريون استخدام الأسلحة الكيميائية أو صناعتها؟
فيل
ميرزيانوف: لا يمكن استخدام السلاح الكيميائي من قبل الهواة. لا
يمكن استخدامه إلا من قبل الجيوش المدربة جيداً على استخدامه. لا يستطيع المتمردون
استخدامه، ولم يتدربوا على ذلك، ولا يعرفون كيفية استخدامه بشكل آمن عبر احترام
جميع الإجراءات الضرورية خلال استخدامه.
سؤال:
يُقال في روسيا أن الغازات الكيميائية المستخدمة مؤخراً جاءت من ليبيا والسعودية،
هل هذا ممكن؟
فيل
ميرزيانوف: إن هذه النظرة للأمور موجهة للأشخاص الذين لا يعرفون
شيئاً. لم تستخدم السعودية الأسلحة الكيميائية إطلاقاً، ولا تملك ليبيا أسلحة
كيميائية حديثة، وذلك بعد أن استخدم الجيش الإيطالي غاز الخردل في ليبيا عام 1930.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق