صحيفة الفيغارو 17 أيلول 2013 بقلم آلان
بارليويه Alain
Barluet
كيف
ستكون درجة الإلزام المفروضة على نظام دمشق إذا لم يلتزم بتصفية أسلحته
الكيميائية؟ ما زال الغموض مستمراً حول هذه المسألة الحاسمة بعد نهاية اللقاء الذي
جرى في باريس بين جون كيري ووليم هيغ ولوران فابيوس يوم الاثنين 16 أيلول. عقد
الوزراء الثلاثة مؤتمراً صحفياً في وزارة الخارجية الفرنسية بعد اجتماعهم من
الرئيس فرانسوا هولاند، وأكدوا خلاله على ضرورة ترجمة الاتفاق الروسي ـ الأمريكي
في جنيف حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية إلى قرار "قوي وملزم".
أكد
جون كيري في المؤتمر الصحفي، كما فعل في جنيف يوم السبت 14 أيلول، أن موسكو وافقت
على أن يكون القرار القادم تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة في حال عدم
الإلتزام بالاتفاق أو في حال استخدام الأسلحة الكيميائية مرة أخرى. ولكن سيرغي
لافروف ترك الغموض يخيم على النوايا الروسية منذ يوم السبت 14 أيلول، واعتبر أن
أية معلومات تتهم الحكومة السورية يجب التحقق منها بدقة. وفي يوم الاثنين 16 أيلول
بعد تصريحات وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، أكد لافروف أن
الإشارة إلى الفصل السابع يمثل "نقصاً في فهم" اتفاق جنيف.
ماذا
يجب أن نفهم في هذه المرحلة؟ من الممكن أن تؤدي المفاوضات المكثفة الجارية إلى
التصويت على قرار في مجلس الأمن هذا الأسبوع. يأمل كل طرف أن يحافظ في النهاية على
الجزء الأساسي من اقتراحاته. في الجانب الفرنسي، أكد مصدر في قصر الإليزيه أن "الفكرة
تكمن في الحفاظ على الخط الحازم". في الجانب الروسي الذي يأبى معاقبة
دمشق، هناك خشية من خروج عملية العقوبات عن سيطرتهم.
من
الممكن أن تتعقد المعطيات مع منظمة منع الأسلحة الكيميائية (OIAC) التي يقع على عاتقها دور إحالة
الملف إلى الأمم المتحدة في حال حصول انتهاك، وذلك بعد الحصول على تصويت غالبية
ثلثي أعضاء مجلس هذه المنظمة الذي يبلغ عدد أعضائه 41 دولة. يعني ذلك أن روسيا
ستغتنم الفرصة للعرقلة. في جميع الأحوال، إن صدور قرار في مجلس الأمن تحت الفصل
السابع لن يتضمن استخدام القوة بشكل أوتوماتيكي. إذا لوحظ وجود تقصيرات، فإنها
ستقود مجلس الأمن إلى الاجتماع مرة أخرى للتصويت، مع احتمال استخدام الروس لحق
النقض. قال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو Philippe Lalliot: "إنها مسألة صياغة. تستطيعون إدخال نصوص إلى القرار، وأن
تتطرق بشكل مباشر نسبياً إلى إجراءات تسمح بملاحظة التقصير ومعاقبته. إن خيال
الدبلوماسيين لا حدود له".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق