افتتاحية صحيفة الفيغارو 7 أيلول 2013 بقلم
بول هنري دولامبير Paul-Henri
du Limbert
الزعماء
السياسيون ليسوا مجبرين بالتأكيد على الحكم بموجب استطلاعات الرأي. ولكن هل يجب
عليهم تجاهلها بشكل واضح، ولاسيما عندما يتعلق الأمر بمواضيع هامة مثل الحرب أو
السلام؟ في الوقت الذي تقترب فيه إمكانية الضربات العقابية الأمريكية ـ الفرنسية،
يبدو أن الرأي العام أكثر فأكثر معارضة. من الممكن فهمه لثلاثة أسباب على الأقل.
السبب الأول، يجب البحث عنه في الحجج التي تم
استخدامها منذ حوالي عشر سنوات حول الدور الدولي لفرنسا. ماذا سمع الفرنسيون في
الماضي القريب؟ سمعوا أن عظمة فرنسا تكمن في عدم الانضمام إلى الولايات المتحدة في
حربها ضد عراق صدام حسين، وأن دكتاتوراً كان يستخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه.
كان ذلك موقف جاك شيراك الذي عبّر عنه دومينيك دوفيلبان ببراعة في الأمم المتحدة،
وأيده بدون تحفظ رئيس المعارضة آنذاك فرانسوا هولاند. كان حزب الاتحاد من أجل
الحركة الشعبية والحزب الإشتراكي جنباً إلى جنب ليقولا بصوت عالي أن عالماً يمكن
الاستغناء فيه عن الأمم المتحدة لشن الحرب هو عالم خطير. في مثل هذه الظروف، كيف
نندهش بعد عدة سنوات من التحفظات الشديدة للفرنسيينحول القضية السورية؟ يُقال لهم
أن عراق صدام وسورية بشار حالتان مختلفتان؟ ولكنهم ليسوا مقتنعين، ويخشون من حملة
عسكرية متهورة باعتبار أن فلاديمير بوتين الحليف الأول لحاكم دمشق لن يشارك بها.
بالمقابل، يعرف الفرنسيون بعد عامين من بداية "الربيع
العربي" أن خصوم الحكام الدكتاتوريين ليسوا أقل تعصباً من أولئك الذين
طردوهم من السلطة. أخيراً، يراقب الفرنسيون الوضع المتأرجح في فرنسا. هل يجب إضافة
الحرب إلى الأزمة؟ هل تملك فرنسا الوسائل المالية للقيام بعملية تعتبرها "دقيقة"،
كما كان من المفترض أن يكون التدخل في أفغانستان؟ إنهم يعتبرون أن الجواب هو
بالنفي. لا أحد يستطيع أن يلومهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق