صحيفة الفيغارو 25 أيلول 2013 بقلم مراسليها الخاصين في نيويورك ألان بارليويه Alain Barluet ولور ماندفيل Laure Mandeville
سرقت إيران النجومية من الأزمة
السورية، ولكن الدول الغربية تواصل معركتها بحزم لانتزاع قرار من الروس يتضمن
تهديداً واضحاً باستخدام القوة في سورية. فيما وراء هذه اللهجة الحازمة، من الممكن
التساؤل فيما إذا كانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا في طريقهم نحو العثور
على مخرج يسمح لهم بإنقاذ ماء الوجه تجاه روسيا التي لا تريد التخلي عن أي شيء.
أكد فرانسوا هولاند على
منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الثلاثاء 24 أيلول أن فرنسا تتمنى الحصول
على قرار ينص على "إجراءات قسرية، أي تحت الفصل السابع، تفتح الباب أمام
عمل عسكري محتمل ضد النظام في حال تقصيره في إلتزاماته". من الناحية
الرسمية، من غير الممكن إطلاقاً التنازل عن هذه النقطة. اعتبر لوران فابيوس يوم
الإثنين 23 أيلول أنه من الممكن الاتفاق مع روسيا مؤكداً على أن القرار الذي
اقترحه هو استعادة دقيقة للاتفاق الموقع في جنيف بين الأمريكيين والروس بتاريخ 14
أيلول، هذا الاتفاق الذي ذكر الفصل السابع. وقال فرانسوا هولاند يوم الثلاثاء 24
أيلول: "لا يمكن أن يكون هناك تراجع بالمقارنة مع ما تم التفاوض
عليه".
تترك هذه الإرادة السؤال مطروحاً: لماذا ستتنازل
روسيا في الوقت الذي ما زالت فيه أولويتها تتمثل بمنع أي تدخل عسكري؟ لماذا ستقبل
موسكو بقرار تحت الفصل السابع باعتبار أن مبادرتها تهدف إلى منع اللجوء إلى القوة؟
أجاب لوران فابيوس على هذا السؤال بأن قلق لافروف الفعلي هو "خطر
الفوضى"، في إشارة إلى أنه لا مصلحة للروس بفشل مبادرتهم، وأنه يجب عليهم
تقديم التنازلات. لقد تعهدت روسيا، وهي ملزمة بالوصول إلى نتيجة لإنقاذ ماء الوجه.
ولكن هل هذا الأمر مؤكد إلى هذه الدرجة؟ أعرب نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي
ريابوف Sergueï Riabov يوم الأحد 22 أيلول عن قلقه من استمرار التهديد بالعمل العسكري
الأمريكي، وأشار إلى أن المفاوضات لا تجري بشكل جيد، وكرر أن روسيا لن تقبل
إطلاقاً بنظام أوتوماتيكي للعقوبات. يقول مستشارو فرانسوا هولاند: "يزرع
الروس الألغام في كل مكان"، وقال أحد الدبلوماسيين الغربيين: "قالوا
لنا أنه حتى لو أظهر لهم بشار الأسد ورقة عليها توقيعه للاعتراف بأنه هو الذي
ارتكب الهجمات الكيميائية، فإنهم لن يغيروا موقفهم".
تراهن روسيا على منظمة منع الأسلحة الكيميائية
من أجل "تخفيف" أي اتفاق، هذه المنظمة التي تقع على عاتقها
مسؤولية ملاحظة فيما إذا كانت سورية قد أخلت بإلتزاماتها. إن دور مجلس هذه المنظمة
الذي يتضمن 41 دولة، منها العديد من دول عدم الانحياز، سيسمح لموسكو بتأخير
المسألة. إن "التسوية" المتوقعة اليوم هي "ذكر"
الفصل السابع داخل القرار كملاحظة في أسفل الصفحة. لم يذكر باراك أوباما الفصل
السابع في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، واكتفى بالمطالبة بقرار "حازم
مع عواقب" بالنسبة للأسد. إنه أسلوب "على مرحلتين"
يُجبر على العودة إلى مجلس الأمن من أجل الحصول على قرار جديد. هذه هي الآلية التي تنص عليها اتفاقية منع الأسلحة الكيميائية،
نظام العقوبات الأوتوماتيكية. سيخلق ذلك "مناخاً من الفصل السابع"،
ولكن روسيا ستحتفظ بحق الفيتو وبهامش المناورة. بالنسبة للأمريكيين والفرنسيين، إن
مثل هذه التسوية ستُخفي تراجعاً فعلياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق