الصفحات

الخميس، ١٢ أيلول ٢٠١٣

(إظهار ما لا يمكن تحمله)

افتتاحية مجلة باري ماتش الأسبوعية 12  أيلول 2013 بقلم مدير التحرير أوليفييه رويان Olivier Royant

     إن الصور التي ننشرها اليوم تثير الصدمة. إنها تظهر عمليات الإعدام الوحشي للمتعاونين مع نظام بشار الأسد، بعد أن أسرهم المتمردون. قررنا نشرها لأنها تحمل معاني كبيرة. يقوم الطرفان بأعمال دعائية مضللة، وينشرون الصور التي لا نستطيع التأكد من صحتها، ولهذا السبب لا ننشرها. هذه المرة، قام مصور شاب يعمل لحسابه بالتقاط الصور الأسبوع الماضي، وعُمِل ميدانياً في سورية بشكل منتظم. لقد قمنا بالتأكد من صحة هذه المعلومات قدر الإمكان. لقد أبقينا في هذا التحقيق المصور على الصور التي يمكن تحملها فقط، وستبقى بقية الصور محفورة في ذاكرتنا.
     لا يتعلق الأمر إطلاقا بالمقارنة بين الدمار الناجم عن القمع الوحشي الذي مارسته حكومة دمشق ضد شعبها على نطاق واسع، وبين أعمال الترهيب من قبل الجهاديين المهووسين. ولكن هذه الصور للاغتيالات غير المبررة تُضاف إلى الصور الكريهة لمجازر السلاح الكيميائي. إنها حقيقة لا يمكن إنكارها. إن هذه الوحشية تضع الغرب أمام معضلة. إن الغرب يخاطر بفتح الباب أمام إسلاميين دمويين مثل بشار الأسد الذي يريد الغرب إسقاطه. هذا هو رهان القرار النهائي الذي يجب على فرانسوا هولاند وباراك أوباما اتخاذه، في الوقت الذي يبتعد فيه احتمال القيام بتدخل عسكري.
     كما يقول المراسل الذي كتب هذا التحقيق ألفريد دومونتيسكيو Alfred de Montesquiou، إن هذه الصور المنفرة  التي تجعلنا اليوم نشك بالنوايا الإنسانية للتمرد السوري، لا تُعبر عن كفاح التحرير لحوالي مئة أو مئة وخمسين ألف مقاتل يقاتلون ضد النظام الدكتاتوري في دمشق. إنها تشكل بلا شك عنصراً في الحوار لتوضيح الوضع للرأي العام. إن القتلة الذين نراهم في الصور لا يمثلون المعارضة السورية. ولكن يجب ملاحظة أن هؤلاء المقاتلين المتوحشين يُثيرون الخوف لدى الرأي العام، وأن أعمالهم تُضعف من إرادة تقديم المساعدة والدعم إلى المعارضة، وتبعث على الشك بقدرتهم في تقديم بديل ديموقراطي في دمشق.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق