صحيفة اللوموند 29 آب 2013 بقلم مراسلها
الخاص في أربيل غيوم بيرييه Guillaume Perrier
لم
يبق إلا حوالي عشرة كيلومترات لإنجاز بناء خط أنابيب النفط بين الحقل النفطي تاك
تاك (Taq-Taq) في شمال العراق ومنفذ سيحان (Ceyhan) على الشاطىء التركي. سيتم تشغيل
هذا الأنبوب بحلول نهاية هذا العام، ومن المفترض أن يسمح للمنطقة الكردية المستقلة
ذاتياً في العراق بتصدير 300.000 برميل من النفط الخام يومياً بشكل مباشر باتجاه
تركيا، وذلك على الرغم من عدم موافقة الحكومة المركزية العراقية. سيُعزز هذا
الأنبوب من استقلالية المنطقة الكردية عن بغداد، وسيُعيد رسم خارطة التحالفات في
المنطقة بشكل يجعل من أنقرة وأربيل شريكين إستراتيجيين.
تقوم
أنقرة بدفع كردستان نحو الاكتفاء الذاتي بالطاقة. كانت الشركة التركية Genel Enerji التي يترأسها المدير السابق لشركة بريتش بتروليوم طوني هاورد Tony Hayward، أول من تحدى تحذير بغداد عندما قامت بتصدير 240.000 برميل من
النفط الخام إلى تركيا عام 2013 عبر الشاحنات. تقوم شركة Genel
Enerji باستثمار حقل
تاك تاك، وتأمل بتصدير 50.000 برميل نفط يومياً عبر خط الأنابيب الجديد، بالإضافة
إلى تصدير الغاز اعتباراً من عام 2016. كما أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب
أردوغان التوقيع على اتفاق بين الشركة النفطية الحكومية TPAO والشركة الأمريكية إكسون موبيل ExxonMobil لاستكشاف
بعض الآبار في المنطقة الكردية.
كانت
أنقرة تتهم أربيل قبل عدة سنوات بأنها تتغاضى عن وجود آلاف المقاتلين من حزب
العمال الكردستاني على أراضيها، وكانت أنقرة تعارض بشدة بروز "عراق
الشمال". ولكن المنطقة الكردية استدارت اليوم بأكملها نحو جارها في
الشمال، وليس فقط بالنسبة للنفط. تصطف الشاحنات المحملة بالبضائع التركية على الحدود التركية بطول عدة
كيلومترات، كما تُمثل الشركات التركية أكثر من 50 % من الشركات الأجنبية التي جاءت
للاستفادة من الانتعاش الاقتصادي في أربيل (1.5 مليون نسمة). من الممكن أن تصبح
المنطقة الكردية الشريك التجاري الأول لأنقرة في نهاية عام 2013.
تعززت ضرورة التحالف بين أنقرة والمنطقة الكردية
مع تزايد الاحتياجات من النفط والغاز، بالإضافة إلى عدم الاستقرار الإقليمي
والانقسام بين السلطات الشيعية والسنية. أصبح محور تركيا ـ كردستان العراق حيوياً
للطرفين لمواجهة الهلال الشيعي إيران ـ العراق ـ سورية الذي تدهورت علاقاته مع
تركيا خلال العامين الماضيين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق