صحيفة الفيغارو 27 أيلول 2013 بقلم
إيزابيل لاسير Isabelle
Lasserre
اقترح
الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في هجومه الدبلوماسي حل مسألة الملف النووي
خلال عدة أشهر، الأمر الذي أعاد الأمل إلى أنصار التسوية بين واشنطن وطهران. يعتبر
البعض أن الطريقة الوحيدة للمصالحة بين المقاربات المتناقضة بين المجتمع الدولي
وطهران سيكون بأن تحافظ طهران على "العتبة النووية": أي السماح
لإيران بالحصول على مكونات السلاح النووي بدون إنتاج أو تجميع أية قنبلة. إن مثل
هذا الحل سيسمح بالتوصل إلى أرضية مشتركة بين باراك أوباما الذي وعد بأنه لن يسمح
بامتلاك إيران للقنبلة النووية، والمسؤولين الإيرانيين الذين لا يريدون التخلي عن
برنامجهم.
تصطدم هذه التسوية بالغموض الذي يحيط بمفهوم "العتبة
النووية". في الحقيقة، يتضمن هذا المفهوم العديد من الحقائق المختلفة
التي تترواح بين قدرة أي بلد على الحصول بسرعة على المواد الضرورية لصناعة
القنبلة، وإمكانية صنع سلاح نووي خلال عدة أشهر، مروراً بامتلاك البنى التحتية
الضرورية لإطلاق برنامج نووي. قال الباحث في مؤسسة البحث الإستراتيجي (FRS) برونو تيرتريه Bruno Tertrais: "يجب إلغاء هذا التعبير، لأنه لا أحد يفهمه بالطريقة
نفسها". من الناحية النظرية، من الممكن أن يشمل مفهوم العتبة حوالي
أربعين بلداً قادراً على امتلاك السلاح النووي يوماً ما. ولكن هذا المفهوم اقتصر
في معناه الضيق على إيران التي حقق برنامجها العسكري تقدماً ملحوظاً، واعتبر بعض
الخبراء أنه بإمكانها بناء قنبلة خلال عدة أشهر إذا قررت ذلك. أضاف الباحث برونو
تيرتريه قائلاً: "لم يحصل إطلاقاً أن يتخلى أي بلد عن تجاوز هذه العتبة
بعد وصوله إلى المرحلة التي وصلت إليها إيران في برنامجها النووي العسكري، إلا إذا
تغير النظام كما حصل في البرازيل، أو بسبب نزاع دولي كما حصل في العراق عام
1991".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق