الصفحات

الأربعاء، ١١ أيلول ٢٠١٣

(السلطات الفرنسية تتفاجىء)

صحيفة اللوموند 11 أيلول 2013 بقلم إيف ميشيل ريولز Yves-Michel Riols

     استقبلت فرنسا بمزيج من الرضى والارتياب المبادرة الروسية المفاجئة يوم الاثنين 9 أيلول حول وضع الترسانة الكيميائية السورية تحت الرقابة الدولية: الرضى لأنها تعبير عن تغيير في موقف الدبلوماسية الروسية، والارتياب لأن الشيطان يختفي بين التفاصيل. تفاجأت السلطات الفرنسية سواء في الإليزيه أو في وزارة الخارجية بالمبادرة الروسية. تعتبر فرنسا أنه يجب أولاً الحصول على ضمانات حول الرقابة الدولية على تدمير الأسلحة الكيميائية السورية خلال جدول زمني مُلزم. أكد أحد الدبلوماسيين في وزارة الخارجية الفرنسية أن الأمر لا يتعلق بستة أشهر أو حتى ثلاثة أشهر، وأنه في حال عدم توفر مثل هذه الضمانات، فإن الاقتراح الروسي سيكون تكتيك لتحويل الأنظار. كما قال أحد مستشاري الرئيس في قصر الإليزيه: "إن تحرك الروس يعني أنهم يريدون إنقاذ بشار".

     أعادت المبادرة الروسية طرح الأوراق الدبلوماسية. أولاً لأنها أظهرت أن التصميم الفرنسي ـ الأمريكي "زعزع روسيا" كما يقال في وزارة الخارجية الفرنسية. ثانياً، لأنها أبعدت احتمال الضربات ضد سورية. كيف يمكن تبرير هذه الضربات في حال اختفاء التهديد الكيميائي؟ لا شك أننا لم نصل إلى هذه المرحلة، ولكن معطيات النقاش تغيرت بشكل كبير. أدت المبادرة الروسية إلى تأجيل الضربات المحتملة في الوقت الحالي على الأقل، وهذا التأجيل لن يزعج باريس وواشنطن بسبب المخاطر الكثيرة المترتبة على احتمالات التورط في النزاع السوري. قال مصدر في وزارة الخارجية الفرنسية: "إذا كانت روسيا قادرة على إجبار الأسد بالتخلي عن أسلحته الكيميائية، فهذا أمر جيد جداً"، ولكن قبل الوصول إلى هذه المرحلة، ما زالت فرنسا حذرة جداً. أكد مصدر في قصر الإليزيه قائلاً: "نحن منفتحون على النقاش، وحذرون حول أهداف هذا الاقتراح الروسي، ومرتابون تجاه النظام السوري الذي يكذب دوماً".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق