افتتاحية صحيفة الفيغارو 4 أيلول 2013 بقلم
بول هنري دولامبير Paul-Henri
du Limbert
لا
أحد يستطيع توجيه اللوم إلى فرانسوا هولاند لأنه قام بإسماع صوت فرنسا عالياً بعد
الهجوم الكيميائي الذي قام به نظام بشار الأسد ضد المتمردين السوريين. دعا رؤساء
آخرون قبله إلى ايقاظ الضمير تجاه البربرية. لهذا السبب، ما زالت فرنسا تحتل مكانة
متميزة بين الأمم على الرغم من الانحطاط الاقتصادي الحتمي.
على
الرغم من كل شيء، من المسموح التساؤل حول الإستراتيجية التي يتبعها رئيس الجمهورية
في القضية السورية. إنه لوحده، ووعد برد صاعق ضد الدكتاتور السوري، ولكنه مجبر على
انتظار الضوء الأخضر المحتمل وغير المؤكد من الكونغرس الأمريكي. إنه مجبر على
الاعتراف بأنه إذا لم يحصل باراك أوباما على موافقة الكونغرس، فإنه يجب على فرنسا
إعادة النظر بإرادتها في معاقبة بشار الأسد وحلفائه.
بالتأكيد، لم يكن بإمكان فرانسوا هولاند توقع
الخيانة غير المتوقعة من قبل البرلمان البريطاني الذي رفض العمليات العسكرية
الانتقامية التي اقترحها دافيد كاميرون. بالتأكيد، لم يكن بإمكان فرانسوا هولاند
أيضاً توقع القرار المفاجىء للرئيس الأمريكي الذي يرغب باستشارة الكونغرس قبل
احتمال البدء بعملية عقابية. ولكن يبقى أن تسرعه وضع فرنسا في موقف حرج، وسلط
الضوء على عجزها، باعتبار أن باريس لن تشن الحرب إلا إذا أرادت واشنطن ذلك.
من
الصعب إدانة النزعة الأطلسية لنيكولا ساركوزي قبل فترة ليست ببعيدة، ثم نعتمد
اليوم على إرادة النواب الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي... في مثل هذه الظروف،
كان من المنطق أن إحالة الموضوع إلى البرلمان الفرنسي لاتخاذ القرار بعد اتخاذ الكونغرس الأمريكي لقراره
وليس قبله. ولكن النواب وأعضاء مجلس الشيوخ سيناقشون اليوم 4 أيلول في باريس ـ
بدون تصويت ـ احتمال المشاركة في حرب يمكن أن يُقررها الآخرون. إنه وضع فريد من
نوعه، ولا أحد سيقول بأن فرنسا ستخرج منه مرفوعة الرأس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق