موقع الأنترنت لصحيفة الفيغارو 23 أيلول 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot
إنه
دليل جديد على استقلالية فروع تنظيم القاعدة عن المركز الأم. في الأسبوع الماضي،
قام زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الذي ربما يختبىء في الباكستان، بنشر "دليل
الجهاد" الذي يدعو فيه الناشطين الإسلاميين ليس فقط إلى ضبط النفس
نسبياً، بل أيضاً إلى عدم استهداف "الأسواق" في الهجمات التي
يرتكبها أنصارهم. وبعد عشرة أيام، ارتكب تنظيم الشباب الصومالي مجزرة في المركز
التجاري في نيروبي، بدأت هذه المجزرة يوم السبت 21 أيلول، ولم تنته حتى الآن، وأدت
إلى مقتل حوالي سبعين شخصاً.
يطلب
خليفة أسامة بن لادن في "دليله للجهاد" من أنصاره عدم التعرض
للمسيحيين والهندوسيين والسيخ الذين يعيشون في المناطق الإسلامية، واحترام حياة
النساء والأطفال، وعدم ارتكاب عمليات التفجير ضد الجوامع والأسواق. لا شك أنه كان
يشير إلى الأقليات المسيحية التي تتعرض للهجمات الإرهابية ولاسيما في سورية ومصر
والباكستان. كان الظواهري يؤكد على "الدعوة" الإسلامية لنشر
الإسلام عبر العالم. هذا هو العمل الذي قامت به المجموعات السلفية وتنظيم القاعدة
خلال السنتين الأخيرتين في سورية التي يعيش المجتمع فيها في ظل نظام علماني منذ
أربعين عاماً. أكد الظواهري بوضوح قائلاً: "فيما يتعلق بمواجهة أتباع
الولايات المتحدة، يختلف الوضع حسب المكان. المبدأ الأساسي هو تجنب الانخراط في
نزاع معهم باستثناء الدول التي تصبح المواجهة فيها حتمية"، وذلك في إشارة
إلى أفريقيا الشمالية.
إن
دعوة الظواهري إلى ضبط النفس يعني أنه استخلص الدرس من العنف الأعمى الذي قام به تنظيم
القاعدة في أغلب الأحيان، هذا العنف الذي جعل حركته غير شعبية لدى العديد من
المسلمين. في منتصف سنوات عام 2000، أطلق الظواهري نداء مماثلاً ضد زعيم الجناح
العراقي لتنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي الذي كان يهاجم الشيعة بوحشية، ويقتل
جميع المتعاونين المفترضين مع القوات الأمريكية في العراق. ولكن هذا النداء لم يتم
تنفيذه فوراً. قال أحد الخبراء بهذه الحركة الشاملة والذي يتابع أنصارها في سورية:
"إن كل ذلك يُظهر أن تنظيم القاعدة هو علامة خارجية، ولكن فروعه تحدد
بأنفسها إستراتيجياتها وأهدافها". إن هذه الفروع بحاجة إلى دعم الظواهري
لكي يستفيدوا من شبكاته المالية في الخليج بشكل خاص، ولكن ليس أكثر من ذلك
بالتأكيد.
حرص
رئيس تنظيم القاعدة في "دليله" على التفريق بين الأوضاع في
الباكستان أو الجزائر. في الحالة الأولى، يتعلق الأمر "بإقامة ملجأ
للمجاهدين من أجل استخدامه لاحقاً كقاعدة انطلاق إلى المعركة من أجل نظام
إسلامي". بالمقابل، إن أولوية الجهاديين في الجزائر يجب أن تكون إضعاف
هذا البلد لنشر فرضيات تنظيم القاعدة بشكل أفضل في المغرب العربي وغرب أفريقيا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق