صحيفة الفيغارو 14 أيلول 2013 بقلم
مراسلها في نيويورك موران بيكار Maurin Picard
أصبح
كابوس المحللين الإستراتيجيين في البنتاغون حقيقة: ربما بدأ النظام السوري بتوزيع
ترسانته الكيميائية بعد الضربات الجوية الأمريكية المحتملة منذ عدة أسابيع ضد
البنى التحتية العسكرية. أشارت الوول ستريت جورنال إلى أن إحدى وحدات النخبة في
الجيش السوري باسم الوحدة 450 التابعة لمركز الدراسات والبحوث العلمية في سورية،
ربما تلقت الأمر بتوزيع مخزون من الغاز القاتل يُقدر حجمه بألف طن على أكثر من
خمسين موقع مختلف في غرب وشمال وجنوب وحتى شرق سورية. ربما تم إصدار الأمر بهدف
تعقيد خطة الضربات الجراحية، الصعبة أصلاً، بالطائرات القاذفة والصواريخ الأمريكية
الهادفة إلى إضعاف قدرة دمشق على استخدام هذه الأسلحة الكيميائية.
ربما
قامت الاستخبارات الأمريكية بملاحقة آثار تحركات الشاحنات التي استخدمتها الوحدة
450 بفضل المراقبة الدقيقة بالأقمار الصناعية، وتوصلت إلى تحديد أغلب هذه المواقع.
ولكن الأمور المؤكدة تتوقف هنا، وبدأ الصداع لدى قادة الجيش الأمريكي. هذا ما
اعترف به مصدر أمني ذكرته الوول ستريت جورنال قائلاً: "نحن نعرف أقل بكثير
مما كنا نعرفه قبل ستة أشهر حول مكان تواجد الأسلحة الكيميائية". الأمر
الأكثر خطورة هو أن المحللين الإستراتيجيين الأمريكيين يخشون من وقوع هذا المخزون
الموزع بأيدي سيئة، اي الحركات الإسلامية المسلحة. ولهذا السبب يرفضون إعطاء أية
معلومة متعلقة بهذه المواقع الخمسين إلى المقاومة السورية. تتركز المصاعب في حال
توجيه الضربات على استهداف البنى التحتية العسكرية السورية بدون إصابة هذا المخزون
السام... ودون تدمير الوحدة 450.
تتكون هذه الوحدة من العلويين حصراً، وتُعتبر
بالتأكيد مسؤولة عن هجوم 21 آب الذي أدى إلى مقتل 1400 شخص، منهم 400 طفل.
بالمقابل، ما زالت هذه الوحدة أفضل ضمانة للحفاظ على سلامة هذه الأسلحة المتهمة.
يخشى المسؤولون الأمريكيون من أن حث أحد عناصر هذه الوحدة المتماسكة جداً لكي ينشق
أو يعطي معلومات حساسة، سيكون معادلاً للتوقيع على قرار موته.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق