الصفحات

الأحد، ٧ كانون الأول ٢٠١٤

(حوار حول اللقاء الذي أجرته مجلة باري ماتش الفرنسية مع الرئيس السوري)

     بث تلفزيون iTélé الفرنسي يوم الأربعاء 3 كانون الأول 2014 حواراً مع الصحفي ريجيس لوسومييه Régis Le Sommier، ومع الخبير بالشؤون الدولية في تلفزيون iTélé  أوليفييه رافانيلو Olivier Ravanello، ورندة قسيس Randa Kassis. مقتطفات من هذا الحوار.

ريجيس لوسومييه: "بدأت المفاوضات لإجراء هذه المقابلة قبل سبعة أشهر، ودخلت مرحلتها النهائية عندما أحست سورية بأهمية هذه المقابلة، وعندما قدمنا طلباً رسمياً بهذا الصدد. لم يكن إجراء هذه المقابلة أكثر تعقيداً من المقابلات مع بقية الرؤساء في العالم. أجريت مقابلة مع جورج بوش عام 2004، واحتاجت إلى سنة كاملة من المفاوضات. تم تأجيل موعد المقابلة عدة مرات حتى موعد حصولها يوم السبت 29 تشرين الثاني 2014. لم يفرضوا عليّ أسئلة محددة، واخترت بحرية الأسئلة التي أريدها، ولكنهم طلبوا مني معرفة المواضيع التي ستتطرق إليها المقابلة، وهذا أمر طبيعي. جرت المقابلة بشكل طبيعي، واستمرت حوالي الساعة".
"يسيطر النظام على دمشق بشكل حازم. تنتشر الأعلام السورية في كل مكان بالعاصمة لإظهار أنها منطقة حكومية، كما تنتشر صور الرئيس في كل مكان أيضاً. إنه ليس شخصية عسكرية، بل شخصية لطيفة ومرنة، ويستخدم يديه كثيراً عندما يُعبّر عن رأيه. لم أشاهد علائم الضعف عليه إطلاقاً، ولاحظت أنه كان صادقاً في حديثه عن سورية في الماضي، عندما أعرب عن حنينه إلى سورية التي كانت تتعايش فيها جميع الطوائف بتناغم، وأعتقد أنه هذا هو أيضاً شعور بقية السوريين الذين تحدثت معهم في دمشق، وأعتقد أنه هذا هو شعور المتمردين أيضاً. أعتقد أن الشعب السوري يريد إقامة وحدة وطنية ضد داعش، وأعتقد أن السؤال الذي يواجه المتمردين الآن: هل النظام أكثر خطورة من داعش؟. أعتقد أن الرئيس السوري مصمم على البقاء مهما كلف الأمر عندما تحدث عن موضوع بقائه في السلطة. إنه يحيل الموضوع دائماً إلى السوريين. إنه يطرح الأمور بشكل إجمالي وجماعي، عندما أتحدث عن أطفاله، يرد بالحديث عن الأطفال السوريين. وعندما أتحدث عن زوجته، يرد بالحديث عن جميع النساء السوريات. أعتقد أنه يؤمن بذلك حقاً، ولكن من الصعب معرفة درجة الصدقية في كلامه بشكل دقيق."
"أعتقد أن الموافقة على إجراء هذه المقابلة مع وسيلة إعلام فرنسية يعني أن سورية تريد توجيه عدة رسائل إلى فرنسا، لأن الحكومة السورية تعتقد أن فرنسا هي أكثر الدول عداء في سياستها ضد الرئيس السوري شخصياً، وذلك حتى بعد بروز داعش وزيادة تعقيد المعادلة السورية".
أوليفييه روفانيلو: "أعتبر أن الأمر الذي يبعث على الصدمة في هذه المقابلة هو العرض الذي تقدم به الرئيس السوري بخصوص التعاون مع الدول الغربية من أجل القضاء على داعش، لأنه لا يمكنها القضاء على داعش بدونه، وذلك على الرغم من العزلة التي تفرضه الدول الغربية عليه وسقوط مئتي ألف ضحية".
رندة قسيس: "إن ما يهمني أولاً هو عودة السلام. إن بشار الأسد موجود الآن. لا يعني ذلك أنه شخص رائع، فقد ارتكب جرائم مثل الآخرين الذين ارتكبوا الجرائم ايضاً، وكذلك المتمردون. ولكن ماذا يجب أن نفعل اليوم في سورية. إذا استمرينا بالتحديث عن مئتي ألف ضحية، يجب القول أن الضحايا ليسوا فقط من المتمردين، هناك أيضاً ضحايا من العلويين والمدنيين والآخرين. البلد ممزق وهناك خطر بتقسيم البلد. إن المشكلة ليس فقط داعش وجبهة النصرة، هناك أيضاً بقية الراديكاليين. يجب استئناف العملية السياسية. لهذا السبب، أنا أؤيد المبادرة الروسية للسلام. لن يكون هناك حل عسكري".
"أعتقد أن الرئيس كان صادقاً عندما قال بأنه لا يريد البقاء رئيساً، وأن السوريين لن يقبلوا أبداً أن يصبح بلدهم دمية بأيدي الغرب. هناك انشقاقات داخل النظام، أي هناك عدة تيارات، وبشار الأسد لا يسيطر على كل شيء سواء في الجهاز الأمني أو الجهاز العسكري. أعتقد أنه يبحث عن مخرج، ولكن أي مخرج. بالتأكيد، لن يرحل ببساطة كما تريد الدول الغربية. يجب أن يكون هذا المخرج أكثر ذكاء من أجل التوصل إلى حل للمشكلة."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق