الصفحات

الخميس، ١٠ تشرين الأول ٢٠١٣

(بداية المناورات الكبرى قبل افتتاح المفاوضات في جنيف)

صحيفة اللوموند 10 تشرين الأول 2013 بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad

     بدأت المناورات الكبرى قبل أسبوع من استئناف المفاوضات بين إيران ومجموعة الستة حول البرنامج النووي الإيراني يومي 15 و16 تشرين الأول. على صعيد الحرب السرية المستمرة دون هوادة، عرفنا في الأسبوع الماضي اغتيال رئيس الوحدة المكلفة بالحرب على الأنترنت في حرس الثورة الإيراني مجتبى أحمدي Mojatba Ahmadi بالقرب من طهران. تم العثور على جثته في غابة مع رصاصتين برأسه. ثم أعلنت السلطات عن اعتقال أربعة أشخاص متهمين بالإعداد لعمليات تفجير ضد المواقع النووية الإيرانية دون الكشف عن هوياتهم.
     على الصعيد الدبلوماسي، صرح وزير الخارجية الإيراني يوم الاثنين 7 تشرين الأول أن "امتلاك التكنولوجيا النووية المدنية، ولاسيما تخصيب اليورانيوم على الأرض الإيرانية، هو حق مطلق لإيران"، ودعا مجموعة الستة إلى تقديم اقتراح آخر غير الاقتراح الذي قدمته في الاجتماع الأخير في كازاخستان الربيع الماضي، وقال أنه "يجب على الدول العظمى البدء بالمفاوضات بوجهة نظر جديدة". كانت مجموعة الستة قد اقترحت قيام إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم حتى نسبة 20 % وتجميد العمل في موقع فوردو تحت الأرض، والتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب مقابل تخفيف بعض العقوبات. تأمل إيران حالياً بما هو أفضل من ذلك بكثير، ويمكن تفسير تصريح وزير الخارجية الإيراني كاقتراح بـ "مساومة" أكثر اتساعاً، وتتضمن رفعاً كاملاً للعقوبات أو حتى تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة.

     لا تريد الدول الغربية إضعاف التغيير في اللهجة الإيرانية، ولكن بدون التخفيف من الرقابة بسبب مشاعر القلق التي عبرت عنها إسرائيل. طلبت الدول الغربية من طهران تقديم اقتراحات ملموسة، وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أنه ينتظر اقتراحات جديدة من نظيره الإيراني، وألمح إلى "مكافأة" محتملة في حال تحقيق تقدم جوهري: أي مشاركة إيران في مؤتمر جنيف 2 حول مستقبل سورية الذي يفترض انعقاده في شهر تشرين الثاني، الأمر الذي يعني اعترافاُ بالدور الإقليمي لطهران. بشكل موازي، فتحت لندن الطريق نحو بداية تطبيع العلاقات مع طهران عندما أعلنت يوم الثلاثاء 8 تشرين الأول عن تبادل التمثيل الدبلوماسي على مستوى القائمين بالأعمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق