الصفحات

الجمعة، ٢٥ تشرين الأول ٢٠١٣

(عودة شهر العسل بين فرنسا والسعودية)

صحيفة الفيغارو 25 تشرين الأول 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     الرياض بدلاً عن الدوحة. كانت قطر محور السياسة الفرنسية في الشرق الأوسط في عهد نيكولا ساركوزي، ولكن فرانسوا هولاند يفضل السعودية بشكل واضح من الآن فصاعداً. تتوافق وجهات النظر الفرنسية والسعودية حول الأزمتين الهامتين اللتين تهزان الشرق الأوسط أي: سورية والملف النووي الإيراني. لم تعد تحصى زيارات وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس الاستخبارات السعودي الأمير بندر بن سلطان إلى باريس.
     يكرر الفرنسيون والسعوديون معارضتهم لامتلاك طهران للقنبلة النووية، وينوون مواجهة النفوذ الإيراني لدى الشيعة في العراق والخليج ولدى حزب الله الذي وضعته فرنسا مؤخراً على اللائحة الأوروبية للمنظمات الإرهابية. تراقب باريس والرياض بقلق التقارب الذي بدأ بين إيران والولايات المتحدة، ويخشى الفرنسيون إبعادهم من السوق المربح لإعادة إطلاق الاقتصاد الإيراني. كما تخشى السعودية وجيرانها في الخليج وإسرائيل من أن يدفعوا ثمن استئناف العلاقات بين واشنطن وطهران.
     هل برود العلاقة الأمريكية ـ السعودية سيفسح المجال أمام باريس التي تأمل بالفوز بعدة عقود صناعية قريباً، حتى ولو اضطر فرانسوا هولاند إلى تأجيل زيارته المرتقبة إلى الرياض في شهر تشرين الثاني بسبب المشاكل الصحية للملك السعودي. ينظر البعض بارتياب إلى بروز هذا المحور الجديد بين باريس والرياض، هذا المحور المعادي لإيران أو حتى المعادي للشيعة.

     حذر أحد الدبلوماسيين من أن الأسلحة التي تمولها السعودية لا تذهب بأكملها إلى المتمردين المعتدلين فقط في سورية، وانتقد المساعدة ـ التي يرسلها القطاع الخاص بالتأكيد ـ السعودية إلى تنظيم القاعدة الإرهابي في سورية والعراق. قال وزير سابق للخارجية: "دبلوماسية العقود ليست علماً بحتاً"، على الرغم من وجود سلة من العقود بقيمة ثلاثين مليار دولار تقريباً (الطاقة النووية المدنية والأسلحة والسكك الحديدة...الخ). أشار البعض الآخر إلى المسألة الهامة المتعلقة بعملية نقل الخلافة الجارية في المملكة التي تضم عشرة آلاف أمير، ولا أحد يعرف من هو المعسكر الذي سينتصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق