الصفحات

الخميس، ٢٤ تشرين الأول ٢٠١٣

(الامتحان الثنائي بين إيران والولايات المتحدة)

صحيفة الفيغارو 17 تشرين الأول 2013 بقلم إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre

     ستستأنف المفاوضات حول الملف النووي الإيراني في جنيف يومي 7 و8 تشرين الثاني القادم. ستقوم مجموعة الست بدراسة تفاصيل الاقتراحات الإيرانية الجديدة. يبدو أن الملف النووي الإيراني انتقل بهدوء إلى إطار ثنائي بعد الحملة الإعلامية التي قام بها الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني في نيويورك. اجتمعت معاونة وزير الخارجية الأمريكي ويندي شيرمان Wendy Sherman مع نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول دون أن يرشح أي شيء عن هذا الاجتماع. يشعر المحللون والدبلوماسيون بالقلق من احتمال تهميش بقية الدول العظمى التي تتفاوض في هذا الملف، ومنها فرنسا.
     من الممكن بسهولة تفسير الرغبة بتسوية المسألة النووية الإيرانية وجهاً لوجه بين الولايات المتحدة وإيران. إن القوة العظمى الأولى في العالم و الدولة الكبيرة في الشرق الأوسط ستصبحان الشريكتين القادمتين على الصعيدين السياسي والاقتصادي. يرتاب البعض بأن باراك أوباما الذي يعتبر نفسه رجل سلام منذ وصوله إلى البيت الأبيض وطهران التي تريد تجنب استخدام العنف بأي ثمن، مستعدان للاكتفاء بـ "اتفاق سيء" حول الملف النووي الإيراني. وصلت نتائج الانفراج السياسي بين الولايات المتحدة وإيران إلى بريطانيا، فقد أعلنت لندن وطهران عن استئناف علاقاتهما الدبلوماسية المقطوعة منذ نهاية عام 2011.
     هل ستكون فرنسا الطرف الخاسر كما يخشى مصدر مقرب من الملف؟ حافظت الدبلوماسية الفرنسية على الموقف نفسه حول الملف النووي الإيراني، إنه موقف صلب ولكنه منسجم، ويهدف إلى منع طهران من امتلاك السلاح النووي مهما كلف الثمن. قال أحد الدبلوماسيين: "تريد فرنسا تجنب حصول مساومة بين الأمريكيين والإيرانيين". هل ستصبح فرنسا أكثر تدخلية من واشنطن حول المسألة الإيرانية؟ تشعر فرنسا بالانزعاج من سياسة باراك أوباما المترددة في القضايا الدولية، قالت الباحثة المتخصصة بالشؤون الأمنية في دول الخليج مارجوري بورديس Marjorie Bordes: "إذا تمت تسوية المسألة على الصعيد الثنائي مع واشنطن، من المحتمل جداً إبعاد باريس. بعد اللقاء الأول بين هولاند وروحاني على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، يجب على فرنسا مواصلة جهودها داخل مجموعة الست وفرض تأثيرها على المفاوضات بشكل ملموس".

     من المبكر جداً معرفة الاتجاه الذي ستأخذه المفاوضات، قال أحد المقربين من الملف: "ما دام الروس مُكللين بهالة نجاحهم في سورية، سيكون موقفهم بناء حول إيران. إذاً، من مصلحة الأمريكيين إشراك الروس في العملية. فيما يتعلق بالاختلافات في وجهات النظر بين فرنسا والولايات المتحدة، يبدو أنها اختلافات تكتيكية أكثر من كونها اختلافات إستراتيجية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق