الصفحات

الاثنين، ٢٩ أيلول ٢٠١٤

(الجهاديون والمدنيون يهربون من الرقة)

صحيفة الليبراسيون 29 أيلول 2014 بقلم مراسلها الخاص في مدينة غازي عنتاب على الحدود السورية ـ  التركية لوك ماتيو Luc Mathieu

     قال المتمرد السابق أبو جعفر الذي هرب من الرقة مع عائلته يوم الأربعاء 24 أيلول بعد بدء الضربات الأمريكية في سورية: "إنه شعور غريب يختلط فيه الحزن مع الغضب والفرح. أنا مسرور لأنه تم استهداف الجهاديين أخيراً، ولكنني غاضب لأن سورية تتعرض للقصف من جديد، ولأن المدنيين يُقتلون. أخشى من أن ذلك لن ينفع بشيء في النهاية". أشار أبو جعفر أيضاً إلى أن الضربات الأمريكية بدون مساعدة المعارضة لن يستفيد منها إلا نظام بشار الأسد، وقال: "أن ذلك يعني تحالفاً بحكم الواقع بين النظام والولايات المتحدة ضدنا نحن المتمردين الأوائل".
     اختفى الجهاديون من مدينة الرقة في منتصف شهر أيلول. قال أحد الناشطين الذين ما زالوا في الرقة: "قام الجهاديون بإعادة تنظيم أنفسهم غداة سماعهم لكلمة باراك أوباما بتاريخ 11 أيلول، وتخلوا عن المركز العام لقيادتهم تاركين فيه بعض الحراس، ونقلوا دباباتهم وأسلحتهم الثقيلة. غادر الجهاديون الأجانب الرقة باتجاه الشمال للمشاركة في الهجوم على مدينة قوباني الكردية، ولم يبق إلا المقاتلين السوريين الذين تتحدر أصولهم من الرقة. إنهم لا يتمركزوا الآن في مباني الدولة الإسلامية، بل في المنازل بين المدنيين".
     ما الفائدة من الضربات الأمريكية باستثناء أنها تؤجج غضب الجهاديين؟ قال إبراهيم الذي ما زال في الرقة عبر السكايب: "لا فائدة تُذكر كما هو الحال بالنسبة للضربات السابقة. صحيح أن القصف الأمريكي أدى إلى هروب المقاتلين من الرقة، ولكنهم ما زالوا في سورية. يكمن الخطر في أن جيش بشار الأسد سيملئ الفرغ الذي تركوه. إذا حصل ذلك، فهذا يعني أننا هُزمنا بشكل نهائي. الحل الوحيد هو تجهيز وتسليح كتائب الجيش السوري الحر بأقصى سرعة. إنهم ما زالوا هنا مُختبئين في المناطق المحيطة بالرقة، وهم يعرفون المنطقة بشكل ممتاز".



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق