الصفحات

الثلاثاء، ٩ أيلول ٢٠١٤

(ليبيا: باريس تخشى من سيناريو شبيه بما حصل في مالي وتدعو إلى التحرك)

 صحيفة الفيغارو 9 أيلول مقالاً 2014 بقلم إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre

     بدأت السلطات الفرنسية منذ بداية شهر أيلول تحركاً واسعاً لتعبئة وجر حلفاءها الأوروبيين وبعض الدول المجاورة إلى تدخل عسكري في ليبيا. وصلت ليبيا إلى حافة الانفجار، وتحول جنوبه إلى معقل للجهاديين الهاربين من مالي، وخرج عن سيطرة الدولة كلياً، وتقول أجهزة الاستخبارات البريطانية أن كميات الأسلحة الموجودة فيه تفوق كميات الأسلحة لدى الجيش البريطاني، وتشمل صواريخ أرض ـ جو.
     لا يمكن أن تتجاهل فرنسا هذه الفوضى الليبية التي ساهمت فيها فرنسا بشكل غير مقصود عبر تدخلها الجوي عام 2011، إلا إذا كانت فرنسا تريد تهديد نجاحاتها العسكرية في مالي والتغاضي عن أخطار الهجمات ضد المصالح الغربية في المنطقة. اعترف مسؤول فرنسي رفيع المستوى قائلاً: "اعتقدنا خطأ أن الانتخابات ستكون كافية لاستقرار الوضع. بما أننا لم نتدخل على الأرض، قمنا بتسليح المجموعات بشكل كبير".
     بدأت بعض الدول المجاورة تقلق من الانهيار المفاجئ للدولة الليبية واحتمال ظهور خلافة إسلامية في ليبيا، قال مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية: "تعتبر الدول المجاورة لليبيا أن الخطر الإرهابي أصبح أكبر مما كان عليه أثناء حكم القذافي، وأن فرنسا تتحمل جزءاً من المسؤولية. إن الوضع معقد جداً، ولابد من تحالف دولي من أجل مواجهة الجبهتين الشمالية والجنوبية في ليبيا". على الرغم من ذلك، ما زالت هناك صعوبة في تعبئة الحلفاء الأوروبيين والأمريكيين للمشاركة في مشروع تدخل سياسي وعسكري على نطاق واسع بشكل يسمح بتدمير المعاقل الإرهابية وعودة الدولة والمؤسسات. أعرب مسؤول فرنسي عن أسفه قائلاً: "إنها إحدى المشاكل الأكثر خطورة التي يجب علينا مواجهتها الآن، ولكن الجميع ينظر باتجاه آخر".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق