الصفحات

الأربعاء، ٦ تشرين الثاني ٢٠١٣

(واشنطن تضغط على ألبانيا لاستقبال الترسانة الكيميائية السورية من أجل تدميرها)

صحيفة اللوموند 6 تشرين الثاني 2013 بقلم بيوتر سمولار Piotr Smolar

     طلبت واشنطن من ألبانيا أن تقبل بتدمير الترسانة الكيميائية السورية على أراضيها. تمت صياغة هذا الاقتراح الأسبوع الماضي دون معرفة تفاصيله حتى الآن. قام وزير الخارجية الألباني ديتمير بوشاتي Ditmir Bushati بزيارة باريس يومي الاثنين 4 تشرين الثاني، وإلتقى مع نظيره لوران فابيوس. أكد الوزير الألباني إلى صحيفة اللوموند أن واشنطن طلبت ذلك من حكومته وقال: "ولكننا لم نتخذ أي قرار حتى الآن. لم نصل إلى مستوى النقاشات التقنية حتى الآن".
     رفضت عدة دول مثل النرويج هذا الطلب الأمريكي. تتمتع ألبانيا ببعض الميزات مثل القرب الجغرافي وسهولة نقل المخزون الكيميائي عبر البحر، بالإضافة إلى الخبرة التي تتمتع بها ألبانيا في تدمير الترسانة الكيميائية. كانت ألبانيا عام 2007 أول دولة تقوم بتدمير ترسانتها الكيميائية التي ورثتها من نظام الدكتاتور الشيوعي أنفير هوكسها Enver Hoxha. قامت الولايات المتحدة بتمويل تدمير الترسانة الكيميائية الألبانية (16 طن ولاسيما غاز الخردل)، وبلغت كلفة تدميرها 35 مليون يورو. أشرفت وزارة الدفاع الأمريكية على هذه العملية.
     ولكن الوقت يضيق بالنسبة لواشنطن. أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن مفتشيها الذين وصلوا إلى دمشق قبل شهر وضعوا الشمع الأحمر على كامل مخزون العناصر الكيميائية البالغ ألف طن بالإضافة إلى 290 طن من الأسلحة الكيميائية التي أعلنت عنها دمشق. يجب على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تضع جدولاً زمنياً بحلول 15 تشرين الثاني. من الناحية الرسمية، ما زالت واشنطن متفائلة حول إمكانية احترام موعد 30 حزيران 2014 للانتهاء من تدمير الترسانة الكيميائية السورية.

     ما زالت الحكومة الألبانية حذرة جداً حتى الآن. يريد رئيس الوزراء الألباني إيدي راما Edi Rama الذي فاز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في شهر حزيران الماضي، الحفاظ على التوجه الأطلسي والأوروبي لبلده. تُعتبر ألبانيا إحدى أكثر الدول فقراً في أوروبا، وهي بحاجة إلى الدعم الغربي. ولكن هناك اعتبارات أخرى تقف وراء غياب الرد الألباني على الطلب الأمريكي. قرر رئيس الوزراء الألباني بتاريخ 17 أيلول الماضي منع استيراد النفايات السامة سواء كانت خطيرة أم غير خطيرة، وذلك لتنفيذ إحدى وعوده الانتخابية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق