الصفحات

الأربعاء، ٢٥ حزيران ٢٠١٤

(القوة)

افتتاحية صحيفة الليبراسيون 25 حزيران 2014 بقلم ألكسندرا شوارتزبرود Alexandra Schwartzbrod

     بدأت الكارثة المتوقعة بالتحقق، ولا أحد يعرف كيف يمكن إيقافها. تتقدم المجموعة الجهادية الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام ليس فقط باتجاه بغداد في محاولة للسيطرة على مصفاة النفط الرئيسية في العراق، بل وتحقق أيضا بعض التقدم في سورية مع المعدات العسكرية التي صادرتها من الجيش العراقي المهزوم، وبدأت تقترب من الأردن أيضاً. تم الإعداد بدقة لهذا الهجوم الذي يضم جميع أولئك الذين يُحركهم الحقد ضد الأمريكيين والشيعة، ولاسيما القادة البعثيين السابقين لدى صدام حسين.

     إذاً، لم يعد الحديث يتعلق بالحرب الأهلية أو حتى عن مواجهة  بين دولة وأخرى، بل عن سياسة تهدف إلى القضاء على الشيعة وتدمير حدود الشرق الأوسط. كلما مرت الأيام، كلما ازدادت صعوبة القضاء على الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام، لأن نجاحاتها تُثير حماس الشباب الذين تُجندهم من بين الذين أهملتهم سياسة رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي. كما أن الغنيمة التي حصلت عليها الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام (طائرات مروحية مقاتلة من طراز Black Hawk ورشاشات ثقيلة وملايين الدولارات) ستزيد من قوتها العسكرية. تطالب بعض الدول الغربية بعقد مؤتمر إقليمي عاجل يضم أهم المسؤولين في المنطقة من أجل مواجهة هذه المأساة. ولكن لماذا لم يتم القيام بذلك مبكراً عندما اشتعل الوضع في سورية؟ تخلت الدول الغربية عن مصداقيتها في هذه المنطقة التي لم تعد تعتقد بأنه ما زالت هناك فرصة للتحرك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق