صحيفة اللوموند 31 تموز 2013 بقلم كريستوف
عياد Christophe
Ayad
حققت
الحكومة السورية انتصاراً عسكرياً جديداً في الهجوم المضاد الواسع الذي شنته
بمساعدة حلفائها اللبنانيين في حزب الله، وذلك بعد شهرين تقريباً من سيطرتها على
القصير. لقد استعاد الجيش السيطرة على حي الخالدية آخر المعاقل الهامة للتمرد في
حمص يوم الاثنين 29 تموز، واستعاد بذلك محور الاتصال الهام بين الشريط الساحلي
والعاصمة دمشق.
كان
التمرد يُسيطر على حي الخالدية منذ شهر أيلول 2011، ولم ينجح الجيش في طرد
المتمردين منه حتى بعد الهجوم على حي باب عمرو في شهري شباط وآذار 2012. استطاع
المتمردون الانتشار في الأحياء السكنية المكتظة، والتنقل من منزل لآخر ومن بناء
لآخر عن طريق ثقب الجدران لتجنب نيران القناصة.
قالت
وكالة الأنباء الرسمية سانا أن الجيش "سحق المعاقل الأخيرة للإرهابيين، وقام
بتفكيك عشرات العبوات الناسفة في المنازل والشوارع"،
وأشارت إلى أن كاميرات التلفزيون الحكومي تجولت في الحي المدمر الذي تم "تطهيره
من الإرهابيين". أصبح وجود المتمردين في حمص يقتصر على بعض جيوب المقاومة
الرمزية في المركز التاريخي للمدينة.
قامت
وحدات الهجوم الأمامية للحركة الشيعية اللبنانية حزب الله بشن المعارك الأخيرة، إن
هذه الوحدات معتادة على المعارك وجهاً لوجه في المدن. تعرض ضريح وجامع خالد بن
الوليد، أحد أصحاب الرسول محمد المبُجلين لدى السنة، لأضرار كبيرة ـ وحتى الإساءة
إليه بشكل مقصود ـ أثناء هذا الهجوم، الأمر الذي سيؤدي إلى تأجيج البعد الطائفي
للنزاع السوري. غادر أغلب المدنيين السنة في حي الخالدية هذه المنطقة منذ بداية
الهجوم، وأصبحوا يخشون من عدم السماح لهم بالعودة إلى منازلهم، وأن تأتي العائلات
العلوية والشيعية مكانهم نظراً لاحتراق السجلات العقارية أثناء المعارك.
يُمثل السقوط الرمزي لحمص فشلاً جديداً للتمرد
الذي أصبح أكثر انقساماً وتفتتاً من أي وقت مضى. يُسيطر التمرد على كامل المناطق
الشمالية والشرقية، ولكن هذه المناطق تشهد منذ أسبوع حرباً داخلية مدمرة للسيطرة
على المراكز الحدودية بين الدولة الإسلامية ـ الفرع العراقي لتنظيم القاعدة
والقوات الكردية المحلية التي تعارض بشار الأسد أيضاً. أدى هذا النزاع إلى مقتل
130 شخصاً خلال أسبوع، وأجبر الأحزاب العربية في التمرد على تحديد موقفها بشكل
يُهدد بتقسيم التمرد إلى نصفين. ربما قام رجال الدولة الإسلامية باحتجاز الأب
اليسوعي باولو داوغليو منذ يوم الاثنين 29 تموز، وذلك بعد أن جاء من الرقة للقيام
بوساطة. على الرغم من ذلك، حقق التمرد بعض التقدم في أقصى الشمال بحلب والمناطق
المحيطة بها، وفي درعا بفضل تسريع تسليمهم الأسلحة السعودية.