الصفحات

الجمعة، ٥ تموز ٢٠١٣

(يجب علينا ألا ندخل في رهان الإسلاميين)

افتتاحية صحيفة الفيغارو 5 تموز 2013 بقلم بيير روسلان Pierre Rousselin

     ما زلنا نخطىء في الشرق الأوسط، وننظر إلى رغباتنا على أنها حقائق. إن "الثورة" ضد مبارك لا يمكن أن تكون برأينا إلا "ديموقراطية"، وإن انتهاءها بانتخابات رئاسية عادلة لا يمكن إلا أن تؤكد  هذا الانطباع الأولي. لم ينزعج أحد من وصول الإسلاميين إلى السلطة واستهزائهم بكل وسائل دولة القانون، باستثناء المصريين أنفسهم. لقد حان الوقت للاهتمام فعلاً بما يحصل في العالم العربي، والتوقف عن العمل على فرض قراءة تعكس تاريخنا فقط.
     برهن محمد مرسي بوضوح على عجزه وعجز الإخوان المسلمين في إدارة البلد. لم يتخل الجيش المصري عن السلطة أبداً، وأسقط مرسي كما أسقط مبارك من قبله من خلال السماح للمتظاهرين باحتلال شاشات التلفزيون. إنه أمر مؤسف بالنسبة للحالمين بالرومانسية الديموقراطية الفارغة، ولكن المُحتجين في ساحة التحرير لم يسبق لهم من قبل إدارة بلد يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة. إنهم يعبرون عن تطلعات حقيقية، وكان الجيش مُحقاً تماماً بأخذها بعين الاعتبار، ولكن "العملية الانتقالية الديموقراطية" في مصر ما زالت في بدايتها.
     من العبث الصراخ بوجه انقلاب عسكري والدفاع عن الإخوان المسلمين بذريعة أنهم فازوا بالانتخابات الرئاسية بشكل مشروع. يعني ذلك الدخول في رهان الإسلاميين الذين يريدون إظهار أنفسهم كضحايا لانقلاب عسكري، وكمُدافعين عن القيم الديموقراطية التي كانوا يستخدمونها خلال العام الماضي عندما يُمكنهم الاستفادة منها فقط.
     في مصر وسورية وبقية دول العالم العربي، إن الأمور ليست بهذه البساطة كما نراها نحن في الدول الغربية. لا يمكن فرض الديموقراطية التي نتمتع بها في الدول الغربية. إن هذه الديموقراطية تُبنى، وما زال الطريق طويلاً أمام مصر. لا يوجد هناك أسوأ من جعل الإسلاميين مُقاتلين من أجل الحرية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق