صحيفة اللوموند 31 تموز 2013 بقلم
مراسلتها الخاصة في القاهرة هلين سالون Hélène Sallon
لجأ
أكثر من 160.000 سوري إلى مدينة 6 تشرين التي تبعد ثلاثين كيلومتراً عن العاصمة القاهرة. يدخن
أسامة الأركيلة، ويراقب الشارع بدقة خوفاً من البلطجية، لأن المقهى الذي يملكه
تعرض للهجوم الأسبوع الماضي، وكان المهاجمون يصرخون: "لا نريد سوريين
هنا". غادر أسامة دمشق قبل أربعة أشهر لأنه كان مطلوباً بسبب دعمه
للتمرد، ثم دفع مبلغ 650.000 دولار لشراء رخصة تسمح له باستثمار المقهى لمدة ثلاث
سنوات، ولكنه يسعى إلى بيعها بأي ثمن. غادر الكثير من السوريين مدينة 6 تشرين،
وينتظر البعض انتهاء شهر رمضان. أرسل أسامة زوجته وأطفاله إلى لبنان، ويأمل بدخول
السويد سراً.
لم
تعد مصر واحة للسلام لـ 300.000 سوري لجؤوا إليها منذ شهر آذار 2011. إنهم متهمون
بتأييد معسكر أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي الذي كان يؤيد التمرد السوري. ولكن
أسامة قال: "نحن جئنا إلى هنا بحثاً عن حياة هادئة. لو كنا نريد القتال من
أجل قضية، كنا سنبقى في سورية".
لم
يتعرض إلا قلة من السوريين للعمليات الانتقامية، ولكن هناك قلق من تشديد سياسة
استقبالهم. أكدت السلطات المصرية الجديدة تقاربها مع نظام بشار الأسد، واتخذت
سلسلة من إجراءات تقييد دخول وإقامة السوريين في مصر. كما أشارت المفوضية العليا
للاجئين إلى أن السلطات المصرية قامت بتغيير مسار بعض الطائرات التي تحمل ركاباً
سوريين وأعادتها إلى دمشق أو اللاذقية. وقامت منظمات حقوق الإنسان باتهام السلطات
المصرية بشن حملة مقصودة لطرد السوريين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق