افتتاحية
صحيفة الليبراسيون 8 تموز 2013 بقلم ألكسندرا شوارتزبورد Alexandra
Schwartzbord
إن
ما يحصل في مصر اليوم، وما سيحصل فيها بالأيام القادمة، ربما يؤدي إلى تغيير
موازين القوى بشكل كبير ولفترة طويلة في المنطقة الممتدة من شمال إفريقيا إلى دول
الخليج. أولاً، لأن مصر دولة محورية في هذه المنطقة المضطربة من العالم (على الأقل
بسبب قربها من إسرائيل). ثانياً، لأن المثال الذي تُعطيه منذ الأسبوع الماضي يُضعف
مفهوم الديموقراطية بشكل كبير (صحيح أن مرسي خسر شعبيته، ولكن مُنتخب بشكل شرعي).
ثالثاً، لأن بعض الأنظمة (تونس وليبيا وبدرجة أقل تركيا لأسباب أخرى) تخشى من
انتقال العدوى.
يتحمّل
الجيش المصري مسؤولية جسيمة بعد قيامه بانقلاب عسكري يوم الأربعاء 3 تموز وإقالة
الرئيس مرسي. ولكن كلما مرت الأيام، كلما ازدادت الخشية من أنه لن يكون على مستوى
المسؤولية. والأسوأ من ذلك هو تردده الذي يجر البلد إلى حرب أهلية. لقد ظهر أن
الجيش لا يُسيطر أو لم يعد يسيطر على الوضع، وذلك بعد المصاعب التي واجهتها السلطة
الحاكمة الجديدة في التوصل إلى تسوية حول اسم رئيس الوزراء، والعنف الذي يهز شمال
سيناء، وعودة الحيوية إلى المتظاهرين المؤيدين لمرسي بعد يومين من الذهول والانهيار.
سيتحول الوضع إلى حمام دم، سواء قرر الجيش قمع
مؤيدي مرسي أو سمح بفلتان الوضع. لقد وقع الجيش في الفخ الذي نصبه بنفسه، ولم يعد
أمامه إلا الإسراع بتنظيم انتخابات جديدة وإعادة العملية الديموقراطية بشكل يضم
الجزء الأكبر من من مكونات الحياة السياسية في مصر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق