صحيفة الليبراسيون
8 تموز 2013 بقلم جان بيير بيران Jean-Pierre Perrin
نجح
إئتلاف المعارضة السورية يوم السبت 6 تموز في التغلب على انقساماته، واختيار رئيس
جديد له هو أحمد عاصي الجربا الذي سيكون مكلفاً بتجسيد البديل عن بشار الأسد في
نظر الدول العربية والغربية الداعمة له. يأتي هذا الانتخاب في الوقت الذي يتراجع
فيه المتمردون على الأرض أمام القوات النظامية.
من
هو الرئيس الجديد للمعارضة السورية؟ إنه مُعارض تاريخي، وأمضى عدة
سنوات في سجون النظام في نهاية التسعينيات وفي شهر آذار 2011 بعد عدة أيام من
بداية التمرد. تم الإفراج عنه في شهر آب، وأقام في السعودية، ثم انضم إلى المجلس
الوطني السوري وبعدها إلى الإئتلاف الوطني السوري. إنه رئيس قبيلة في اتحاد قبائل
الشمر التي تتمتع بنفوذ كبير في العراق والسعودية، إن والدة الملك السعودي الحالي
من قبائل الشمر. سمح ذلك له بتمثيل القبائل السورية في الإئتلاف. أحمد عاصي الجربا
هو رجل السعوديين، وكان قد انسحب من الإئتلاف احتجاجاً على انتخاب غسان هيتو، أحد
رجال القطريين في المعارضة، رئيساً لحكومة الأراضي التي يُديرها التمرد. كان
مُكلفاً داخل المعارضة بالملف الصعب المتعلق بتسليح التمرد، وشارك بهذه الصفة
بالعديد من الوفود التي ذهبت لإقناع الدول العربية والأوروبية بتسليح المتمردين.
ما
هي النتائج بالنسبة للإئتلاف؟ إن الإئتلاف الوطني السوري ليس فقط
مكاناً للمواجهة بين العلمانيين والإسلاميين، بل أيضاً بين العرابين العرب للتمرد.
كان اختيار الرئيس الجديد مُنتظراً في نهاية شهر أيار، ولكن تم تأجيل ذلك بعد
النقاشات التي كشفت من جديد عن انقسامات المعارضة وحرب النفوذ بين العرابين
الرئيسيين: قطر والسعودية. قامت الدوحة هذه المرة بتقديم رجل الأعمال مصطفى
الصباغ، ولكنها خسرت بفارق عدة أصوات، وفازت الرياض هذه المرة. تُعبّر هذه الهزيمة
عن تراجع النفوذ القطري في الساحة العربية بعد إبعاد الرئيس المصري الذي كانت قطر
تدعمه أيضاً.
هل
ستؤثر الإضطرابات في مصر على سورية؟ نعم. كان يُنظر إلى الإخوان المسلمين
المصريين باعتبارهم نموذجاً للاعتدال. إن خروجهم بانقلاب عسكري مدعوم من الغرب إلى
حد ما، سيؤدي بلا شك إلى إزالة أوهام جزء من المتمردين الإسلاميين السوريين، وحضهم
على الحذر من اللعبة الديموقراطية، والاتجاه نحو الراديكالية. كما أظهرت الدول
الغربية تردداً في تسليح التمرد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق