الصفحات

الخميس، ٢٥ تموز ٢٠١٣

(أكراد حزب العمال الكردستاني يوجهون "التحذير الأخير" إلى السلطات التركية)

صحيفة اللوموند 23 تموز 2013 بقلم مراسلها في استانبول غيوم بيرييه Guillaume Perrier

     وجه متمردو حزب العمال الكردستاني "تحذيراً أخيراً" إلى الحكومة التركية يوم الجمعة 19 تموز بخصوص مفاوضات السلام التي بدأت في شهر تشرين الأول 2012، وجاء فيه: "إذا لم تتخذ الحكومة إجراءات ملموسة بأقصى سرعة حول المسائل التي حددها شعبنا والرأي العام، فإن العملية لن تتقدم، وستتحمل الحكومة المسؤولية". حذّر قادة الحركة الكردية من أن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه قبل سبعة أشهر يبقى هشاً جداً إذا لم تبدأ حكومة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان بإصلاحات عميقة بدون تأخير.
     كان زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان قد أعلن "نهاية الكفاح المسلح"، ودعا إلى انسحاب قواته من الأراضي التركية بمناسبة عيد السنة الكردية الجديدة (عيد النيروز) بتاريخ 21 آذار. إنها مرحلة أولى وحاسمة نحو تسوية نزاع أدى إلى مقتل حوالي 45000 شخص منذ عام 1984، ولكن لم تعقبها المبادرات المنتظرة من الحكومة التركية. لقد عادت الريبة إلى أنقرة ومعقل حرب العصابات في جبال قنديل بشمال العراق.
     سمحت الحكومة التركية بإجراء اجتماع في سجن عمرالي يوم الأحد 21 تموز بين عبد الله أوجلان واثنين من مسؤولي حزب السلام والديموقراطية الذي يمثل الواجهة الشرعية له. نقلاً عن البيان الذي قرأه المسؤولان، حث عبد الله أوجلان السلطات على الانتقال إلى الأفعال قائلاً: "يجب أن تبدأ مرحلة جديدة في بداية شهر أيلول"، كما طالب بحق عقد مؤتمر صحفي مع الصحفيين الأتراك في سجن عمرالي، وأكد أن شروط الاعتقال في السجن لا تسمح له بالمشاركة في العملية بفعالية.
     توقفت المواجهات الدامية منذ حوالي سبعة أشهر، وأغلبية الشعب التركي تدعم وقف العنف. ولكن رئيس الحكومة أردوغان لم يقم بالخطوة التالية. إن المطلب الأساسي لحزب العمال الكردستاني هو الإفراج عن عبد الله أوجلان، بالإضافة إلى ذلك، ينتظر الأكراد من الحكومة إصلاح الدستور  وتخفيف المركزية في الدولة، وتخفيض "حاجز" الـ 10 % في الانتخابات. إنها النسبة للضرورية لأي حزب لكي يستطيع دخول البرلمان، وهي تمثل عقبة أمام التمثيل السياسي لحزب السلام والديموقراطية.

     شارك أردوغان في حفل إفطار مع عائلات الجنود "الشهداء" في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني، وعبّر فيه عن رفضه لأية "مساومة" مع "المنظمة الإرهابية". كما أشار في بداية شهر تموز إلى أنه فقد صبره بسبب بطىء انسحاب المقاتلين من الأراضي التركية. اعتبرت أجهزة الاستخبارات التركية التي تراقب عملية الانسحاب أنه لم ينسحب إلا 10 أو 15 % من المقاتلين. ما زال هناك عدة آلاف من الرجال والنساء المسلحين في جبال المناطق الكردية بشرق تركيا. اعتبرت أنقرة أن تعيين Cemil Bayik، المعروف بقربه من إيران وسورية والمُعتبر من بين "المتشددين"، على رأس  اتحاد الجاليات الكردية (أعلى هيئة سياسية في حزب العمال الكردستاني) في بداية شهر تموز، بمثابة مؤشر سلبي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق