صحيفة الفيغارو 23 تموز 2013 بقلم مراسلها
في بروكسل جان جاك ميفيل Jean-Jacques Mevel
قررت
دول الاتحاد الأوروبي بالاجماع يوم الاثنين 22 تموز إدراج الجناح العسكري لحزب
الله على "القائمة السوداء" للمنظمات الإرهابية. يأتي هذا القرار
بعد تورط المجموعة المسلحة في عملية تفجير دامية في بلغاريا، وانخراطها في الحرب
الأهلية السورية إلى جانب بشار الأسد.
يتصف
هذا القرار بأنه سياسي. كانت لندن تبذل جهودها في هذا الإطار منذ عدة أشهر،
مُطالبة بـ "رسالة واضحة" من الأوروبيين عندما يصل الإرهاب إلى
أراضيهم. ساهم انضمام باريس وبرلين إلى الجهود البريطانية في تسريع هذه
الديناميكية. تبقى هذه العقوبة أقل بكثير من العقوبات التي فرضتها الولايات
المتحدة وإسرائيل وهولندة على كامل الحركة الشيعية. إن القرار الأوروبي لن يشمل
الجناح السياسي لحزب الله الذي يقوم بدور هام في لبنان. أكدت بروكسل أن هذا القرار
لن يمنع الاتحاد الأوروبي من "مواصلة الحوار مع جميع الأحزاب
اللبنانية".
من
الناحية القانونية، سيؤدي هذا القرار إلى تجميد أموال الجناح العسكري. ولكن تطبيق
ذلك سيكون صعباً بسبب عدم وجود حدود محاسبية واضحة بين الجناحين العسكري والسياسي.
من جهة أخرى، إن هذا الغموض المُتعمد هو الذي دفع بواشنطن إلى معاقبة حزب الله
بأكمله وليس فقط جناحه العسكري. في هذه المرحلة، لا ينوي الاتحاد الأوروبي منع
إعطاء تأشيرات الدخول إلى "صقور" الحزب، حتى ولو كان القرار يعود
لكل دولة على حدة. إن الهدف العملي هو تجفيف الموارد المالية للجناح العسكري في
أوروبا وتسهيل التعاون الأمني.
برر
الاتحاد الأوروبي قراره بالاتهامات الموجهة إلى الجناح العسكري لحزب الله في عملية
التفجير بمطار بورجاس في بلغاريا، والحكم الذي أصدرته قبرص بإدانة أحد أعضاء حزب
الله بالتخطيط لعملية تفجير ضد المصالح الإسرائيلية. لم تتطرق وجهة النظر الرسمية
إلى انخراط قوات حزب الله في سورية إلى جانب نظام دمشق، ولكن هذا انخراطه لعب
دوراً هاماً في صدور هذا القرار الأوروبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق