صحيفة الفيغارو 25 تموز 2013 بقلم جورج
مالبرونو Georges
Malbruont
لم
يُخف الرئيس الجديد للمعارضة أحمد الجربا الطابع العاجل لمهمته أمام فرانسوا
هولاند الذي استقبله يوم الأربعاء 24 تموز في قصر الإليزيه، وذلك بعد أن أجاب على
أسئلة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الفرنسي يوم الثلاثاء 23 تموز. أراد أحمد
الجربا طمأنة السلطات الفرنسية من أجل الحصول على السلاح والمساعدة الإنسانية، لكي
يستطيع مواجهة السلطة السورية التي حققت بعض التقدم الميداني في الأشهر الأخيرة.
أكد زعيم إحدى القبائل في شرق سورية أحمد الجربا قائلاً: "نحن نطلب من
فرنسا دعماً سياسياً كاملاً ودعماً دبلوماسياً ومساعدة إنسانية عاجلة ومساعدة
عسكرية".
لكي
يحظى بدعم مستضيفيه، أدان أحمد الجربا ووفده كلام رئيس جبهة النصرة الجهادية الذي
رفض "الانتخابات" مُفضلاً "الحرب المقدسة والشريعة"
لحكم سورية الغد. قال النائب الفرنسي سيرج جانكان Serge
Jeanquin الذي شارك في
جلسة الاستماع لأجوبة أحمد الجربا ورئيس الجيش السوري الحر الجنرال سليم إدريس:
"قال لنا الجربا وأصدقائه بوضوح أن جبهة النصرة تجاوزت خطاً
أحمراً"، وأضاف نائب أخر قائلاً: "ولكن عندما دخلنا في التفاصيل، ظهر
أن قادة المعارضة عاجزون عن الإجابة حول وحدة قيادة الجيش الحر وعلاقاته مع
الجهاديين. استعرض الجنرال إدريس أمامنا قيادة جيشه وأقسامه اللوجستية
والاستخباراتية، وقال لنا في النهاية أن المعركة غير مركزية. أدركنا حينها أنه لا
يُسيطر على أشياء كثيرة ميدانياً. باختصار، طلبوا منا تزويدهم بالسلاح بدون رقابة.
خرجنا من هذا الاجتماع بالكثير من الشك والقليل من اليقين".
حرص
فرانسوا هولاند عبر استقباله لأحمد الجربا على تأكيد الدعم الفرنسي الثابت
للمعارضة التي قامت بتوسيع نفسها وضم مكونات علمانية وليبرالية تلبية لمطالب الدول
الغربية. أكدت نائبة رئيس الإئتلاف الوطني السوري للشؤون الإنسانية السيدة سهير
أتاسي: "كانت فرنسا والإمارات العربية المتحدة أول دولتين تعملان مع الفرع
الإنساني للإئتلاف. للأسف، هناك فجوة كبيرة بين الاحتياجات وما تُقدمه الدول
المانحة". إن الفرع الإنساني داخل الإئتلاف هام جداً باعتبار أن ستة ألاف
سوري يُطردون من منازلهم يومياً بسبب أعمال العنف. كما أدانت السيدة أتاسي الدول
أو المجموعات التي تعتبر المساعدة الإنسانية كوسيلة للسلطة وتعزيز نفوذهم داخل المعارضة
المنقسمة.
في
الوقت الذي أعلن فيه مصدر داخل المعارضة عن معركة حلب الجديدة التي بدأها المتمردون
بناء على طلب ممولهم السعودي، ينوي الإئتلاف قريباً إنشاء "حكومة
مؤقتة" في المناطق الشمالية والشرقية التي انسحب منها الجيش النظامي. إنه
مشروع قديم للمعارضة. إن سيطرة المجموعات الجهادية على هذه المناطق لا تسمح
للمعارضة بفرض إدراتها المحلية حتى الآن. بسبب عدم وجود أسلحة فرنسية وتردد باريس
في تسليح المتمردين، ربما حصل المتمردون مؤخراً على أسلحة سعودية من أجل تحرير حلب
ومحافظتها، أي في المنطقة التي تنوي المعارضة إقامة حكومتها المؤقتة فيها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق