صحيفة اللوموند
10 تموز 2013 بقلم كريستوف عياد Christophe Ayad
تنطبق الحكمة اللينينية المشهورة: "يتعزز
الحزب بتطهير نفسه" على حزب البعث السوري بشكل كامل. كان
من المنتظر أن يتم الإعلان عن تغيير الهيئات العليا للحزب الحاكم في دمشق منذ عام
2005، وتم الإعلان عنه يوم الاثنين 8 تموز بعد مرور أكثر من سنتين على التمرد ضد
نظام بشار الأسد، وتحوله إلى حرب أهلية. في الوقت الذي أشار فيه المرصد السوري
لحقوق الإنسان إلى أن النزاع تجاوز عتبة المئة ألف ضحية، تشعر السلطة بثقة كافية للإعلان
عن تغيير "القيادة القطرية"
التي كانت في حالة سبات خلال السنوات الأخيرة، وفقدت "دورها
القيادي" في الدستور الجديد لعام 2012.
التغيير الأهم هو رحيل فاروق الشرع من اللجنة
المركزية. يتحدر فاروق الشرع (74 عاماً) من الطائفة السنية في مدينة درعا، وهو من
الدبلوماسيين القدماء في حقبة حافظ الأسد، ويشغل حالياً منصب نائب الرئيس بشار
الأسد. ولكنه لم يكن الرجل الثاني في النظام فعلياً على الرغم من منصبه. عبّر
فاروق الشرع منذ بداية الثورة في سورية عن تحفظه على إستراتيجية القمع التي
اختارها النظام، ولاسيما ضد مدينته درعا مهد الثورة. أشار في نهاية عام 2012 خلال
مقابلة مع صحيفة الأخبار اللبنانية إلى أنه ليس هناك حل عسكري محض للنزاع. كان
اسمه متداولاً للقيام بالمفاوضات باسم النظام أو لقيادة حكومة انتقالية في حال
التوصل إلى اتفاق سياسي.
إن
إبعاد فاروق الشرع وبقية الشخصيات السنية لصالح العلويين يُمثل مؤشراً واضحاً على
عودة الثقة إلى بشار الأسد الذي يعتقد أنه قادر على استعادة السيطرة عسكرياً
بمساعدة حزب الله اللبناني، وبدون تقديم أي تنازل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق