الصفحات

الجمعة، ٢٦ تموز ٢٠١٣

(الدول الغربية تتردد بتقديم المزيد من الدعم إلى التمرد)

صحيفة اللوموند 26 تموز 2013 بقلم إيف ميشيل ريولز Yves-Michel Riols

     تأتي زيارة الرئيس الجديد للإئتلاف الوطني السوري أحمد العاصي الجربا إلى باريس في الوقت الذي تشعر فيه العواصم الغربية بشكوك عميقة حول الطريق الواجب اتباعه تجاه النزاع في سورية. في الوقت الذي يبدو فيه أن قوات النظام تُحقق بعض التقدم على الأرض، تتردد الدول الغربية في تعزيز مساعدتها إلى المتمردين الذين يُقاتلون بأسلحة غير متكافئة ضد نظام بشار الأسد. تتمثل إحدى مؤشرات هذه الحيرة بأن السلطات الأمريكية لن تستقبل أحمد العاصي الجربا أثناء زيارته إلى نيويورك للإلتقاء بأعضاء مجلس الأمن.
     يُلاحظ أن الوضع لم يتوضح حتى الآن، وقال دبلوماسي فرنسي: "لن يكون هناك حل عسكري. إذاً، إن المبالغة بالمراهنة على ورقة الحرب، لا معنى لها". وقال مصدر في قصر الإليزيه: "إن تسليم الأسلحة بحد ذاته، ليس سياسة"، وأكد على ضرورة تعزيز الفعالية "العملياتية" للمتمردين. واعتبر أحد المقربين من الملف قائلاً: "إن احتياجات المعارضة تتجاوز الحصول على الأسلحة. يقاتل المقاتلون بالشحاطة وبنادق الكلاشينكوف. تحتاج قيادة الجيش السوري الحر أيضاً إلى دعم لوجستي وتدريب ومعلومات استخباراتية لتعزيز مصداقيتها".
     هل سيكفي ذلك لتغيير موازين القوى؟ قال الباحث الفرنسي ـ اللبناني في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن إميل حكيم Emile Hokayem : "الدبلوماسية الغربية تجاه سورية ينقصها الوضوح. هناك تعب كبير في الغرب من الشرق الأوسط، سواء بالنسبة للمثقفين أو الشعب. لم يعد يُنظر إلى النزاع السوري إلا عبر مرآة الإرهاب والإسلاموية، وذلك بعد سنتين من الحرب في هذا النزاع الذي كان يُنظر إليه في البداية كتمرد شعبي ضد نظام استبدادي". يعني ذلك أن المعركة الأولى أمام أحمد الجربا ستكون معركة الرأي العام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق