صحيفة
الفيغارو 2 تموز 2013 بقلم أدريان جولمز Adrien
Jaulmes
لم
يكن "الشتاء الإسلامي"
في النهاية إلا شعاراً فارغاً مثل الربيع العربي. إن الجموع الغفيرة التي تظاهرت
في شوارع القاهرة ومعظم المدن المصرية ضد حكومة الإخوان المسلمين، تُمثل تكذيباً
جارحاً للخبراء الذين كانوا يعلنون أن حركات التمرد العربي لا يمكن أن ينجم عنها
إلا أنظمة دكتاتورية جديدة، وأنها ستكون هذه المرّة تحت سيطرة الإسلاميين. قال
المتظاهرون بوضوح إلى حكومتهم الجديدة أن تحقيق انتصار انتخابي لا يعني إعطاء شيك
على بياض يسمح بالاستيلاء على جميع وسائل السلطة. أدان الإخوان المسلمين، مثل
مبارك من قبلهم، وجود مؤامرة خارجية، وأشاروا إلى أن المتظاهرين لا يُمثلون "البلد
الحقيقي" الذي يقف إلى جانبهم.
شارك
أنصار النظام السابق "الفلول"
بأعداد كبيرة في مظاهرات يوم الأحد 30 تموز، ولكن الطبقات الوسطى والشعبية التي
صوتت لصالح الإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية والرئاسية شاركت أيضاً في
المظاهرات ضد الإسلاميين هذه المرة. كانت هذه المظاهرات أكبر حجماً من مظاهرات عام
2011. إنها نتيجة جديرة بالملاحظة: لقد استطاع الإخوان المسلمون كسب عداء الجزء
الأكبر من الشعب المصري خلال أقل من عام. إن الحركة الإسلامية هي الأقدم في العالم
العربي، وكانت تُعدّ نفسها لاستلام السلطة منذ عدة عقود، ولكنها أثبتت عدم كفاءتها
في جميع المجالات. ظهر أن شعار الإخوان المسلمين "الإسلام
هو الحل" لا ينفع كثيراً لمواجهة الأزمة الاقتصادية
والمالية والاجتماعية الخطيرة التي تعيشها مصر، وأن هذا الشعار كان غطاء لإخفاء
جشع الوصول إلى السلطة.
لقد
بدأت أزمة جديدة في مصر. من غير المحتمل أن يرضخ مرسي أمام إنذار حركة "التمرد"
الجديد، وأن يُقدم استقالته بعد ظهر يوم الثلاثاء 2 تموز. يبدو أن الجيش الذي سلّم
السلطة إلى المدنيين يريد العودة إلى الساحة من الجديد. لن تتحول مصر إلى
ديموقراطية برلمانية هادئة بين ليلة وضحاها، ولكن المصريين أكدوا يوم الأحد 30
حزيران أنهم لم يُسقطوا مبارك من أجل أن تحكمه سلطة مستبدة وغير فعالة حتى ولو
كانت باسم الإسلام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق