صحيفة اللوموند 19 تموز 2013 بقلم
مراسلتها في لبنان لور ستيفان Laure Stephan
قام
مسلحون باغتيال مسؤول سوري رفيع المستوى أمام منزله في قرية الصرفند اللبنانية
مساء يوم الثلاثاء 16 تموز. اسمه محمد جمو، وهو متزوج من إمرأة لبنانية اسمها سهام
يونس. كان محمد جمو من المدافعين المتحمسين عن السلطة البعثية. إنه أول اغتيال لإحدى
الشخصيات السورية المؤيدة للنظام في لبنان منذ بداية التمرد ضد بشار الأسد في آذار
2011. لا شك أن سبب اغتياله هو مواقفه السياسية أكثر من كونه رئيساً للمنظمة الدولية الغامضة للمغتربين العرب، وهي
منظمة مُقربة من السلطة السورية.
أشارت زوجته إلى أنه كان يعرف بأنه مهدد، وأن
حزب البعث حذره قبل اغتياله بفترة قصيرة. كان بصفته "خبيراً سياسياً"
من المدافعين المتحمسين عن الدعاية الإعلامية المضللة لبشار الأسد. قام تلفزيون
الجديد اللبناني يوم الأربعاء 17 تموز بإعادة بث صور من الأرشيف تُظهر زيارة محمد
جمو إلى القصير بعد فترة قصيرة من سقوطها بيد الجيش السوري وحزب الله، وأشار
تلفزيون الجديد أن محمد جمو كان من أوائل الشخصيات التي ذهبت إلى هذه المدينة.
لم
تكشف كاميرات المراقبة أمام منزله عن أي شيء، لأنها كان معطلة. تم اعتقال شخصين
مُشتبه بهم. أشار الباحث السياسي اللبناني في الجامعة اللبنانية غسان العزي إلى أن
اغتيال محمد جمو تدل على أنها "أحد أشكال الحرب السورية التي انتشرت في
لبنان. كان السوريون ـ المتمردون أو النظام ـ يتواجهون في سورية. اليوم، تم تصدير
المعركة". أدانت دمشق عملية الاغتيال، وعزتها إلى مجموعة "إرهابية"،
أي التمرد. كما أدان حزب الله هذه "الجريمة البشعة".
أقسم
المتمردون السوريون على الانتقام من حزب الله بعد معركة القصير. لم تعد هناك أي
منطقة لا يمكن مهاجمتها في لبنان، وحتى تلك التي يُسيطر عليها حزب الله المعروف
برقابته الأمنية في معاقله. لقد قُتِل محمد جمو في قرية تحت سيطرة حركة أمل وحزب
الله. تزايدت عمليات التفجير في لبنان ضد حزب الله خلال الفترة الأخيرة، قال غسان
العزي: "يعني ذلك أن المعارضة السورية تُرسخ وجودها في لبنان. على المدى
القصير، لسنا في سيناريو انفجار شامل. ولكن ربما تتفاقم أعمال العنف التي بدأت منذ
عدة أشهر".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق