صحيفة الفيغارو 19 تموز 2013 بقلم مراسلها
في لندن فلورانتان كولومب Florentin Collomp
في
الوقت الذي تخلّى فيه دافيد كاميرون عن اقتراحه بتسليح المتمردين السوريين، هل
قامت بريطانيا بتسليم نظام بشار الأسد معدات تسمح بصناعة أسلحة كيمائية؟ كشف تقرير
برلماني عن قيام بريطانيا بتصدير أسلحة بقيمة 12.3 مليار جنيه إسترليني إلى 25
دولة موجودة على قائمة الأنظمة الحساسة (Régimes
sensibles). أشارت لجنة
الرقابة على تصدير الأسلحة في غرفة العموم إلى أن فلورور الصوديوم (Fluorure de sodium) الذي يمكن استخدامه لصناعة الأسلحة الكيميائية، قد تم تصديره إلى
دمشق خلال العامين الماضيين. كما تم بيع عربات رباعية الدفع وقطع سونار (Sonars) إلى
دمشق.
أعلنت لندن مؤخراً عن إرسال ألبسة واقية ضد
الأسلحة الكيميائية إلى المتمردين السوريين. أكدت الحكومة البريطانية أنه لم يتم
إرسال أية معدات "يمكن استخدامها لتسهيل القمع الداخلي، وافتعال أو إطالة
النزاعات الإقليمية والدولية". ولكن يبدو أن المنطق التجاري يتغلب على
حقوق الإنسان: لقد تم التوقيع على عقود عسكرية مع جميع الدول الموجودة على قائمة الأنظمة
الحساسة (Régimes sensibles) لدى وزارة الخارجية البريطانية باستثناء كوريا الشمالية وجنوب
السودان.
تم
التوقيع على، أو تجديد، أكثر من ثلاثة آلاف رخصة تصدير "لمعدات إستراتيجية
خاضعة للرقابة" يمكن استخدامها في المجالين المدني والعسكري. استفادت
إيران من 62 عقداً، ولاسيما في مجال معدات تشفير المعلومات (Cryptographique). كما حصلت روسيا على معدات في
مجال تطوير الخلايا الحيوية (Biotechnologique)، وبنادق وأنظمة أسلحة للتوجيه عبر الليزر والطائرات بدون طيار.
اشترت الصين معدات بقيمة 1.4 مليار جنيه إسترليني، على الرغم من وجود حظر أوروبي
على بيع الأسلحة إلى الصين. كما تم بيع بنادق إلى سريلانكا على الرغم من التقارير
حول القمع. إن أكثر من نصف هذه الصادرات كان إلى إسرائيل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق