الصفحات

الخميس، ١١ تموز ٢٠١٣

(السعودية تساعد مصر، ولكنها ما زالت تُعارض أي تقارب مع إيران)

موقع الأنترنت لصحيفة الفيغارو 10 تموز 2013 بقلم جورج مالبرونو Georges Malbrunot

     ستُقدم الرياض مساعدة قدرها خمسة مليارات دولار إلى السلطات المصرية الجديدة الأكثر قرباً من مصالحها بالمقارنة مع الرئيس الإسلامي محمد مرسي الذي كانت الرياض تُراقبه سرّاً. قال أحد الدبلوماسيين المتابعين عن كثب للشؤون السعودية: "بالنسبة للسعودية: الأولوية الحقيقية هي إيران. من وجهة النظر هذه، تعتبر الرياض دوماً أن مصر هي عمقها الإستراتيجي في مواجهة طهران". هذا هو السبب في التحذير الذي وجهه المسؤولون السعوديون إلى مرسي في العام الماضي بعد انتخابه رئيساً للجمهورية، عندما بدأ التفكير بإعادة الدفء إلى العلاقات المصرية ـ الإيرانية، وقالوا: "إذا قمتم بأية بادرة باتجاه إيران، فلا تعتمدوا علينا من أجل مساعدتكم".
     قام محمد مرسي بزيارة طهران للمشاركة بقمة دول عدم الانحياز في شهر آب 2012. وبعد ستة أشهر، قام محمود أحمدي نجاد بأول زيارة رسمية يقوم بها رئيس إيراني إلى القاهرة منذ عام 1979. قال أحد المحللين الإيرانيين في طهران: "لا تنسوا أن إيران قامت بتمويل الإخوان المسلمين المصريين سراً عندما كانوا ملاحقين من قبل حسني مبارك". وهذا هو السبب في استمرار تسمية أحد شوارع طهران باسم الإسلامي المصري الذي قام باغتيال الرئيس أنور السادات.
     تشعر الرياض اليوم بالقلق من الطموحات النووية الإيرانية، وتبذل كل ما بوسعها لمنع التوسع الشيعي لطهران في العالم العربي السني، وتعتبر السعودية أن لبنان وسورية والعراق وشبه الجزيرة العربية يُمثلون القاعدة الخلفية للسعودية، وأنه تتواجد أقليات شيعية في هذه الدول تقوم بنشر النفوذ الإيراني.
     قال الدبلوماسي المذكور أعلاه: "إن الوهابيين لا يحبون الإخوان المسلمين كثيراً. بالنسبة لهم، يستخدم الإخوان المسلمون الدين لغايات سياسية، ولكنهم ليسوا مسلمين حقيقيين. بينما يعتبر الوهابيين أنفسهم بأنهم يحترمون تعاليم الرسول. ولكن بما أن السعوديين هم أشخاص براغماتيين، فقد قالوا لأنفسهم عندما شاهدوا انتصار الإخوان المسلمين في الانتخابات المصرية والتونسية، سنرى فيما إذا كانوا سينجحون بإدارة هذه الدول. من جهة أخرى، يعتبر السعوديون أنه ليس من مصلحتهم زعزعة استقرار مصر. وبالتالي، إنهم مجبرون على مساعدتهم قليلاً، ولكنهم وضعوا شرطاً لحماية أنفسهم: حذار من التقارب مع إيران. إن شعورهم هو أنه اعتباراً من اللحظة التي ستواجه فيها تونس ومصر المصاعب المالية، وبما أن الغرب منهار مالياً وغير قادر على مساعدتهم مالياً. فإن المساعدة الوحيدة التي يمكن أن تحصل عليها مصر وتونس ستأتي من دول الخليج. وستكون هذه الأنظمة المتحدرة من الإخوان المسلمين مجبرة على الاعتذار علناً".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق