الصفحات

الجمعة، ٢٦ تموز ٢٠١٣

(يقع على عاتق فرنسا مسؤولية تاريخية في سورية)

صحيفة اللوموند 26 تموز 2013 ـ مقابلة مع أحمد الجربا وسليم إدريس ـ أجرى المقابلة بنجامان بارت Benjamin Barthe وريمي أوردان Rémy Ourdan وإيف ميشيل ريولز Yves-Michel Riols

سؤال: كيف جرى لقاءكم مع فرانسوا هولاند؟
أحمد الجربا: أظهر الرئيس هولاند تأثراً كبيراً بما يحصل في سورية. كانت فرنسا من بين أوائل الدول التي اعترفت بالمجلس الوطني السوري، وقدمت لنا دوماً دعماً سياسياً كبيراً. على الصعيد الإنساني، قامت باريس بالكثير أيضاً. ولكن على الصعيد العسكري، هناك صعوبات تمنع فرنسا من التحرك. نحن نفهمها، ولكننا نعتبر أيضاً أنه بعد سنتين من المجازر ورفع الحظر الأوروبي عن الأسلحة، فإن الفرصة أصبحت متاحة لحماية المدنيين السوريين من وحشية النظام. يقع على عاتق فرنسا مسؤولية تاريخية.
سؤال: بماذا تردون على أولئك الذين يقلقون من وصول الأسلحة إلى أيدي سيئة، أي إلى المجموعات الجهادية التي يتزايد عددها  على الأرض أكثر فأكثر؟
أحمد الجربا: هذا الخوف غير مبرر. وضعت قيادة الجيش السوري الحر خططاً من أجل وصول هذه الأسلحة إلى  العسكريين المحترفين والوحدات المعتدلة. كما وضعنا آلية لمعرفة الجهة التي تصل إليها الأسلحة. إن المجموعات الجهادية ترفض سلطتنا. لماذا سأعطي السلاح إلى المقاتلين الذين لا يعترفون بوجودنا؟
سؤال: هل تطرقتم إلى إمكانية فرض منطقة حظر جوي؟
أحمد الجربا: يُمثل ذلك جزءاً من نقاشاتنا. تطرقنا إلى إمكانية إعداد مناطق آمنة في شمال سورية، بحيث يتمكن الإئتلاف من الإقامة بها. سيدفع الفرنسيون بهذا الاتجاه، وسنتحدث أيضاً بهذا الاتجاه في لقاءاتنا القادمة. نأمل أن تتحول منطقة الحظر الجوي إلى حقيقة في الأشهر القادمة. سيكون ذلك مرحلة حاسمة لإسقاط نظام بشار الأسد.
سؤال: فيما يتعلق باحتمال انعقاد مؤتمر جنيف 2 بين ممثلين عن النظام والمعارضة، يبدو أنه احتمال يبتعد بسرعة. هل تخليتم عنه؟ هل يمكن أن يكون حل الأزمة التي تمزق سورية عسكرياً؟
أحمد الجربا: لم نقل أبداً خلال الأشهر الماضية أننا نعارض المفاوضات. نحن لا نريد القتال من أجل القتال. نحن مع حل سياسي وسلمي، ولكن بشرط أن يتوافق مع أهداف الثورة.
سؤال: ما هو رأيكم بالمجموعات الجهادية التي يبدو أنها مهتمة بفرض الشريعة أكثر من اهتمامها بإقامة دولة القانون؟ ما هو موقفكم بهذا الخصوص؟
أحمد الجربا: سورية بلد معتدل. عاشت المكونات المختلفة للشعب السوري بانسجام خلال آلاف السنين. يجب ألا ننكر اليوم أننا نواجه مشكلة التطرف. إن مظاهر التطرف غير مقبولة. إنه خط أحمر. نحن نتصرف بمزيج من الليونة والحزم. ولكن يجب أن ندرك جيداً بأنها ظاهرة عابرة. كلما سقط النظام بسرعة، كلما اختفت هذه الظاهرة بسرعة.
سؤال: كان من المفترض أن يكون استخدام الأسلحة الكيميائية خطاً أحمراً بالنسبة للمجتمع الدولي. تم إثبات استخدام هذه الأسلحة، ولكن لم تحصل أية ردة فعل...
أحمد الجربا: إنه أمر واقع، ونحن نأسف لذلك. استخدم النظام مؤخراً هذه الأسلحة مرة أخرى في حي الخالدية بحمص وفي ضواحي دمشق. البراهين متوفرة. ولكن يبدو أن المجتمع الدولي لا يهتم بها.
سؤال: أكدت الولايات المتحدة أنها زودتكم بأسلحة خفيفة، هل هذا صحيح؟
 أحمد الجربا: الحقيقة هي أننا لم نحصل على أية أسلحة من الولايات المتحدة. نحن نحصل على مساعدة إنسانية عاجلة، ولكن لم نحصل على أية أسلحة حتى اليوم. صوّت الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء 23 تموز على قرار يؤيد تسليح تمردنا. ربما يكون ذلك خطوة في هذا الاتجاه.
سؤال: ما هو الوضع الميداني للمعارك؟ أعطى النظام الانطباع مؤخراً بأنه استعاد تقدمه.
سليم إدريس: على الصعيد العسكري، ما زالت موازين القوى لصالح النظام. ولكننا مستمرين بالتقدم على الرغم من ذلك، ولاسيما في إدلب والشرق ودرعا. لم ينجح النظام في تحطيم مقاومتنا على الرغم من قصفه المستمر. إنه لا يسيطر على القابون حتى الآن على سبيل المثال. ما زالت معنوياتنا جيدة، وما زلنا متأكدين من الانتصار.
أحمد الجربا: تتعرض المدينة القديمة في حمص للحصار والقصف منذ عدة أشهر. على الرغم من ذلك، يرفض مقاتلونا الانسحاب. كانت حمص وستبقى عاصمة الثورة السورية.
سؤال: كم هو عدد المقاتلين الأجانب الذين يمكن أن يعتمد عليهم النظام؟ بالمقابل، كم هو عدد الرجال الذين يمكن أن يحشدهم التمرد؟
سليم إدريس: يحظى النظام بدعم عشرين ألف مقاتل أجنبي، أغلبهم (15000) من ميلشيات حزب الله، والبقية من حرس الثورة الإيراني وبعض الحوثيين من اليمن والعراقيين والأفغان. من جهتنا، لدينا ثمانين ألف رجل مجهزين بأسلحة خفيفة، ومنهم حوالي خمسين أو ستين ألف ينشطون على الأرض.
سؤال: هل لديكم الشعور بأن المجتمع الدولي تخلى عنكم؟

أحمد الجربا: إن ما يحصل في سورية لا يمكن أن يقبله أي دين في الإنسانية. أحصينا أكثر من 250.000 قتيل، إذا أضفنا المختفين إلى جميع القتلى الذين تم دفنهم. ولكن مهما كانت الظروف، وحتى لو تخلى العالم بأسره عنا، سنحقق هدفنا بإسقاط النظام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق