الصفحات

الأربعاء، ١٢ شباط ٢٠١٤

(عداء شديد بين الطرفين في جنيف)

صحيفة اللوموند 12 شباط 2014 بقلم مراسلها الخاص في جنيف بنجامان بارت Benjamin Barthe

     اختتم حكم المفاوضات السورية ـ السورية الأخضر الإبراهيمي الجولة الأولى من المفاوضات يوم الجمعة 31 كانون الثاني، وأعرب عن سروره قائلاً أن: "الجليد في طريقه للذوبان". ولكن بعد مرور عشرة أيام، ومهما كان رأي وسيط الأمم المتحدة، يبدو أن الجو في كواليس قصر الأمم ازدادت برودته بشكل واضح. لم يوافق وفدا المعارضة والنظام السوري على الجلوس في قاعة واحدة مع افتتاح الجولة الثانية من عملية السلام يوم الاثنين 10 شباط. كما اعتبر الأخضر الإبراهيمي، على غير العادة، أنه من المفضل عدم إجراء مؤتمر صحفي في نهاية هذا اليوم.
     إن عودة الريبة ناجمة عن تكثيف الغارات التي يشنها النظام السوري ضد أحياء حلب الواقعة تحت سيطرة التمرد. أشار تقرير أرسله الائتلاف الوطني السوري، العمود الفقري للمعارضة، إلى الأمم المتحدة إلى مقتل 830 سوري خلال أسبوعين من القصف ببراميل المتفجرات ضد مدينة حلب. كما قُتِل حوالي ألف شخص آخر في بقية أنحاء البلد منذ بداية عملية جنيف 2 بتاريخ 22 كانون الثاني، الأمر الذي يبدو أنه تصعيد متعمد من قبل النظام. اعتبر المعارض منذر آقبيق أن: "هذه العمليات هي مثال إضافي للرعب الذي ينشره بشار الأسد في  سورية. لقد انتهى زمانه، ويجب أن يغادر السلطة وأن يسمح لنا بإعادة بناء ما دمره". وصف مبعوثو دمشق أن هذا الطلب "وهم"، وردوا بالإشارة إلى "المجزرة" التي ارتكبها المتمردون يوم الأحد 9 شباط في مدينة معان ذات الأغلبية العلوية. أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى مقتل 41 شخصاً نصفهم من المدنيين عندما استولت بعض المجموعات الإسلامية المسلحة على هذه المدينة الواقعة في وسط سورية.
     أعلن الناطق الرسمي باسم وفد المعارضة لؤي صافي مساء يوم الاثنين 10 شباط أن وفد المعارضة لن يشارك في الجولة الثالثة من المفاوضات إذا لم يتحقق أي تقدم، وذلك رداً على المأزق الذي وصلت المفاوضات إليه. واعتبر أنه في هذه الحالة "سيكون من الأشرف القول بأننا فشلنا"، معترفاً بأن البديل هو استمرار الحرب الأهلية. هناك نتيجة واحدة ملموسة للمفاوضات حتى اليوم هي فك الحصار الاقتصادي عن المدينة القديمة في حمص التي يحاصرها الجيش السوري منذ شهر حزيران 2012. تم إخلاء حوالي 1200 مدني من هذا الحي المدمر منذ 7 شباط، وتمكنت عدة شاحنات محملة بالطعام والدواء بالوصول إليه. من المفترض تمديد هذه الهدنة الإنسانية حتى يوم الأربعاء 12 شباط على الرغم من انتهاكها عدة مرات خلال عطلة نهاية الأسبوع.

     غادرت الشحنة الثالثة من الأسلحة السامة الأراضي السورية يوم الاثنين 10 شباط في إطار عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق