الصفحات

الاثنين، ١٧ شباط ٢٠١٤

(سكان القرى اللبنانية ينظمون أنفسهم في ميليشيات على الحدود السورية)

صحيفة اللوموند 17 شباط 2014 بقلم مراسلتها الخاصة في رأس بعلبك في لبنان لور ستيفان Laure Stephan

     قام رجل الأعمال المسيحي رفعت نصر الله (49 عاماً) المؤيد لحزب الله الشيعي بتشكيل مجموعة للدفاع الذاتي في رأس بعلبك (شمال شرق البقاع). كلف سكان القرى أنفسهم بمهمة منع تسلل المتمردين السوريين، وذلك في الوقت الذي استؤنفت فيه معركة القلمون حول مدينة يبرود يوم الأربعاء 12 شباط على الجانب الآخر من الحدود. يعتبر سكان هذه القرية أن المتمردين، ولاسيما المتطرفين الجهاديين منهم، يُشكلون تهديداً أكبر بكثير من الجيش السوري الذي قصفت مدافعه سهل البقاع عدة مرات. أكد رفعت نصر الله قائلاً: "أطلقت المجموعات المسلحة بعض القذائف الصاروخية على رأس بعلبك في منتصف شهر كانون الثاني. لقد هاجموا أراضينا الزراعية في الجبل، ولم يعد أحد يتجرأ على الذهاب إليها. هل يمكن أن نترك القرية لوحدها؟".
     تعتبر العديد من القرى أن القوى الأمنية ضعيفة جداً، ولهذا السبب قاموا بتشكيل لجان الدفاع الشعبي: هناك عدة دوريات بالقرب من رأس بعلبك في قرية فقيحة (Fakiha) المختلطة  بين السنة والمسيحيين. كما ظهرت حواجز التفتيش الليلية التابعة لحزب الله في قرية اللبوة الشيعية.
     كشف أحد عناصر ميليشيا رفعت نصر الله عن تمثال مشوه من البرونز قائلاً: "إنهما ساقا المسيح. سرق المتمردون هذا التمثال من معلولا، ونقلوه إلى عرسال. يقتل التكفيريون وينهبون في كل مكان يصلون إليه. ماذا يريد رئيسكم هولاند عبر دعمه للمتمردين: هل يريد تهديد حياة المسيحيين في الشرق الأوسط؟".
     أشار بعض وجهاء قرية رأس بعلبك إلى أن العديد من رجال رفعت نصر الله ينتمون إلى سرايا حزب الله للدفاع الشعبي، ولكن رجل الأعمال يؤكد أنه يتصرف بمبادرة خاصة منه، ويقوم بتجهيز حوالي أربعين رجلاً في الميليشيا ببعض الرشاشات التي يصل ثمن الرشاش الواحد منها إلى ستة آلاف دولار. يعتبر رفعت نصر الله أن الحراسة أصبحت ضرورية منذ بداية معركة القلمون في شهر تشرين الثاني 2013، ويقول: "نحن نحمي عائلاتنا فقط. إذا شاهدنا تحركات مشبوهة، نقوم بإبلاغ الجيش". أكد أحد عناصر الميليشيا أن نوبته انتهت بدون حوادث، ولكن سكان القرية يؤكدون أنهم شاهدوا بعض المتمردين.

     أكد رئيس بلدية القاع اللبنانية ميلاد رزق التابع لحزب البعث قائلاً: "يجب أن تبقى المشاكل السورية في سورية". أعرب مروان نصر الله الذي يشارك في الدوريات عن ارتيابه بالرعاة الذين يتجولون في الجبال القاحلة، ويشك بأنهم مخبرون للمتمردين السوريين وحلفائهم اللبنانيين، كما اعتبر أن هذه الدوريات تهدف إلى إيقاف "الإرهابيين" ومراقبة "آلاف اللاجئين السوريين في قرية القاع الذين يجهل ولاءاتهم". قادنا هذا الرجل إلى أراضي مليئة بالحجارة في غرب القرية وقال: "يستطيع أي شخص هنا إدخال سيارة مفخخة بعيداً عن رقابة الحواجز العسكرية".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق