الصفحات

الثلاثاء، ١٨ شباط ٢٠١٤

(علي لاريجاني: "الاتفاق ممكن")

صحيفة الفيغارو 18 شباط 2014 ـ مقابلة مع رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني ـ أجرى المقابلة جورج مالبرونو Georges Malbruont

سؤال: ما هي المساهمة التي تستطيع إيران تقديمها من أجل تسوية الحرب في سورية؟
علي لاريجاني: لا يوجد حل عسكري للنزاع، إن  الحل سياسي وسيأتي عبر تنظيم الانتخابات. من أجل تحقيق ذلك، يجب توفير الأمن ودفع الناشطين للتراجع وإغلاق الحدود التي يتدفق منها الأجانب وتنظيم مراقبة دولية على الانتخابات الرئاسية. نحن مع الديموقراطية. إذا كانت الولايات المتحدة قلقة على الديموقراطية، يجب عليها تنظيم انتخابات. وإذا كان بشار الأسد بهذا السوء كما تقول، فلن تتم إعادة انتخابه.
سؤال: العلاقات مع فرنسا صعبة. هل ساهمت الزيارة التي قامت بها مؤخراً 110 شركات فرنسية إلى طهران في نسيان الماضي؟
علي لاريجاني: ليس لدينا مشاكل كبيرة مع فرنسا. نحن لا ننسى مساعدتها للثورة الإسلامية، ولاسيما استقبالها للإمام الخميني في مدينة نوفل لوشاتو الفرنسية. بعد ذلك، دعمت الدبلوماسية الفرنسية العراق عبر تزويد صدام حسين بطائرات سوبر إتندار من أجل قصفنا. ما زال الإيرانيون يستغربون قليلاً سلوك دبلوماسيتكم. ويبدو أن فرانسوا هولاند شخصياً يشعر بقلق كبير من مجيء رجال الأعمال الفرنسيين قبل رفع العقوبات. يجب على فرنسا العمل بشكل أكبر بحسب مصالحها. كان لدينا في الماضي علاقات اقتصادية جيدة جداً.
سؤال: هل يدعم البرلمان بأغلبيته المحافظة المفاوضات حول الملف النووي، هذه المفاوضات التي تستأنف اليوم 18 شباط في فيينا؟
علي لاريجاني: تعتقد الجمهورية الإسلامية دوماً أن المشكلة النووية يمكن حلها عبر الدبلوماسية. لا يجب أن يكون موقفنا سلبياً تجاه هذه المفاوضات. هناك عدة آراء مختلفة في إيران، ولكن هناك توافق حول المصلحة الوطنية. إذا كان بعض النواب في البرلمان يعارضون هذه المفاوضات، فإن أغلبية المجلس تدعم المفاوضات النووية، ولكنها تراقب. كما أن المرونة البطولية التي تحدث عنها المرشد الأعلى من أجل البدء بالمفاوضات في العام الماضي، لا تعني تراجعاً. ما زال هناك نقص في الثقة بيننا وبين الأمريكيين، ولكن مشاكلنا يمكن تجاوزها. إن الولايات المتحدة وأوروبا قلقتان من امتلاك إيران للسلاح النووي. نحن لا نريد أن نكون محرومين من حقوقنا في مجال التخصيب. يجب علينا أن نجد اتفاقاً (deal)، وهذا ممكن بشرط عدم إضافة مواضيع أخرى إلى جدول الأعمال في فيينا مثل صواريخنا البالستية التي يقول الأمريكيون أنهم يريدون دراستها. في هذه الحالة، سيكون هناك الفشل.
سؤال: هل سيؤدي الاتفاق إلى استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة؟
علي لاريجاني: إن المفاوضات النووية والعلاقات مع الولايات المتحدة، أو بشكل أكثر دقة مسألة افتتاح سفارة أمريكية في طهران، هما ملفان مختلفان. إن مشكلتنا معهم مركزية، ولها جذور عميقة.  انقطعت علاقتنا لأن واشنطن أساءت لنا عبر الدفاع عن الشاه الدكتاتور. إن الاتفاق مع الولايات المتحدة حول الملف النووي لن يكون إلا نقطة إيجابية في تسوية الخلاف. من أجل تصفية الخلاف كلياً، يجب تسوية بقية الخلافات مثل عودة الأموال الإيرانية المجمدة في الولايات المتحدة، والمشاكل التي يخلقها الوجود الأمريكي في المنطقة بالنسبة لإيران.
سؤال: تفاوضت طهران مع واشنطن من أجل تسهيل انسحاب القوات الأمريكية من العراق. هل يمكن حصول ذلك مرة أخرى في أفغانستان؟
علي لاريجاني: طلب الأمريكيون مساعدتنا في العراق، ووافقنا على تقديمها. نحن راضون عن رؤية انسحابهم من المنطقة، لأن وجودهم يتسبب بالمشاكل أكثر من حلها. لقد تدخلوا في أفغانستان من أجل مكافحة الإرهاب والقضاء على تجارة المخدرات. بعد مرور عشر سنوات، ازداد التهريب من 200 إلى 8000 طن، وتفاقم الإرهاب. ولكن هل يريدون حقاً الخروج من أفغانستان إذا حافظوا على تسعة مراكز عسكرية كما ينوون؟   


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق