الصفحات

الجمعة، ٢١ شباط ٢٠١٤

(الحكومة اللبنانية في مواجهة الإرهاب بمجرد تشكيلها)

صحيفة اللوموند 21 شباط 2014 بقلم مراسلتها في لبنان لور ستيفان Laure Stephan

     أشار الجيش اللبناني إلى أن التفجيرين الانتحاريين في بير حسن بالقرب من المركز الثقافي الإيراني في جنوب بيروت نجم عنهما مقتل ستة أشخاص على الأقل وجرح 129 آخرين بالإضافة إلى أضرار مادية كبيرة. لم يكن الحي الذي وقع فيه هذان الانفجاران محصناً، بعكس بقية الأماكن التي تعرضت لعمليات تفجير مثل المناطق  المحيطة بالسفارة الإيرانية وشوارع حارة حريك. تبنت المجموعة الجهادية كتائب عبد الله عزام هذه العملية. اعتبر رئيس الحكومة تمام سلام هذا الهجوم "رسالة تُعبر عن تصميم قوى الشر على نشر الفوضى"، ووعد بالرد عن طريق "التضامن" والالتزام "حول الجيش والأجهزة الأمنية".
     تتمثل المهمة الأساسية للحكومة الجديدة بتنظيم الانتخابات الرئاسية، باعتبار أن ولاية الرئيس ميشيل سليمان تنتهي في شهر أيار القادم. إذا جرت الانتخابات، سوف يتم تغيير الحكومة. ولكن الكثير من اللبنانيين يعتبرون أن تشكيل الحكومة هو نتيجة لتسوية محلية وإقليمية، وأنه يُعبّر عن الأمل بفتح الطريق نحو تهدئة الوضع في البلد المشغول بالنزاع السوري. ولكن الباحث السياسي غسان العزي اعتبر أنه "يجب أن نكون ساذجين لكي نعتقد أن عمليات التفجير ستتوقف بين ليلة وضحاها بعد تشكيل الحكومة".
     تشير بعض المؤشرات إلى تجذر الشبكات الجهادية في لبنان، فقد اكتشف الجيش يوم الأحد 16 شباط سيارة مليئة بأكثر من 240 كغ من المتفجرات في سهل البقاع بالقرب من الحدود السورية. وكان الجيش قد اعتقل قبل عدة أيام من ذلك أحد قادة كتائب عبد الله عزام التي ارتكبت عملية التفجير الانتحارية المزدوجة ضد السفارة الإيرانية في شهر تشرين الثاني.
     قال الباحث السياسي غسان العزي: "إن عملية بير حسن تم التخطيط لها قبل فترة طويلة، وليس لها علاقة مباشرة مع تشكيل الحكومة اللبنانية. سيكون لبنان في مواجهة المجهول في حال عدم وجود حكومة. ولكن مع الحكومة، إن محاولة أن نكون أقل تشاؤماً أصبحت أمراً مشروعاً". إن إحدى النتائج المنتظرة لتشكيل الحكومة الجديدة هي حصول تنسيق أكثر فعالية بين مختلف الأجهزة اللبنانية المتمزقة بسبب الخصومات السياسية.

     كما سمح تشكيل الحكومة باستشفاف إمكانية تهدئة الجدل السائد خلال الأشهر الماضية. أدانت جميع الأحزاب اللبنانية الإرهاب بشكل واضح. عزا مستشارو الرئيس هذا الانفراج الهش إلى "الجهود الدولية لفصل لبنان عن الأزمة الإقليمية". شجعت هذه الجهود "التقارب بين الطائفتين السنية والشيعية"، وهذا ما أكدته مشاركتهما في الحكومة. ولكن العداء ما زال قوياً، ولاسيما حول الملف السوري، الأمر الذي يسمح بالتنبؤ بحصول توترات سريعة بين وزراء الحكومة. دعا سعد الحريري، الذي يعيش خارج لبنان منذ ثلاث سنوات، مرة أخرى يوم الأربعاء 19 شباط إلى "انسحاب حزب الله" من سورية باسم "حيادية" بلده. ولكن رئيس حزب الله الشيعي حسن نصر الله كان قد أكد يوم الأحد 16 شباط أن مقاتليه المنخرطين اليوم على جبهة يبرود سيبقون إلى جانب دمشق، ووعد أنصاره بالنصر. أكد مسؤولو حزب الله هذه التصريحات يوم الأربعاء 19 شباط.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق