الصفحات

الأربعاء، ١٢ تشرين الثاني ٢٠١٤

(الولايات المتحدة تعطي الأولوية للعراق في مواجهة الدولة الإسلامية)

صحيفة اللوموند 12 تشرين الثاني 2014 بقلم مراسلها في واشنطن جيل باريس Gilles Paris

     العراق أولاً، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن "مرحلة جديدة في العملية" الجارية في الشرق الأوسط، وذلك عشية سفره إلى آسيا. أكد قائد القوات المسلحة في مقابلة يوم الأحد 9 تشرين الثاني على الموافقة المعطاة قبل يومين بمضاعفة عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق، وسيتجاوز عددهم ثلاثة آلاف رجل قريباً. قال الرئيس الأمريكي على محطة CBS: "كانت المرحلة الأولى تتضمن الحصول على تشكيل حكومة عراقية تمثيلية وتحظى بالمصداقية، وهذا ما حصل. في الوقت الحالي، نحن نريد أن نكون في موقع يسمح بشن الهجوم بدلاً من الاكتفاء بإيقاف تقدم الدولة الإسلامية".
     فيما يتعلق بسورية، فإنها ما زالت في الزاوية الميتة من العملية في الوقت الحالي. قال السفير الأمريكي السابق في العراق جيمس جيفري James Jeffrey: "من المنطقي التركيز على الأرض التي يمكننا تحقيق الانتصار فيها. في سورية، ليس لدينا أحد يمكننا الاعتماد عليه. يجب إما مهاجمة الدولة الإسلامية والنظام في آن معاً، أو التعاون مع بشار الأسد، وهذان الخياران غير مطروحان على الطاولة".
     يتزايد عدد الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق مع تقدم الدولة الإسلامية، وازداد عددهم من المئة في بداية شهر حزيران إلى 750 في نهاية شهر حزيران، ثم 900 في شهر آب، وحوالي 1500 في شهر أيلول. تركزت الجهود الأمريكية في البداية على تعزيز حماية البعثات الدبلوماسية في بغداد وأربيل، وأصبحت تتركز حالياً على تأهيل الجيش العراقي الذي ظهرت ثغراته خلال الهجمات الجهادية.
     أكد الناطق الرسمي باسم البنتاغون العميد البحري جون كيربي John Kirby أن الهدف من إرسال المستشارين العسكريين هو تشكيل 12 فرقة عسكرية: تسعة في الجيش العراقي وثلاثة للمقاتلين الأكراد. سيتم بناء معسكرات التدريب في محافظات الأنبار وبغداد وديالا بجنوب المواقع التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية. وصل خمسون جندي أمريكي من أجل هذه الغاية إلى محافظة الأنبار يوم الاثنين 10 تشرين الثاني.
     لن يبدأ الهجوم الذي وعد به أوباما قريباً. اعتبر الناطق الرسمي باسم البنتاغون أنه لا بد من شهرين من أجل إعداد التجهيزات، وأن التدريب سيستغرق ستة أو سبعة أشهر. بانتظار ذلك، سترتكز الحرب ضد الدولة الإسلامية على الغارات الجوية التي ما زالت فعاليتها نسبية بسبب نقص الاستخبارات على الأرض. أشار مركز القيادة العسكرية الأمريكية المكلفة بالمنطقة CentCom إلى أن القوات الجهادية أصبحت أكثر توزعاً على الأرض، وأن عدد المهمات المنفذة قد تراجع.

     قال الباحث المتخصص بالجيش العراقي في مؤسسة راند Rand Corporation ريك برينان Rick Brennan الذي كان ضابطا سابقاً: "مع  تزايد وصول التعزيزات، سنقترب من عدد الجنود الذين كان البنتاغون يرغب ببقائهم في العراق بعد انتهاء العمليات العسكرية، ولكن الرئيس رفض ذلك".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق