الصفحات

الأربعاء، ١٩ تشرين الثاني ٢٠١٤

(معنى واحد)

افتتاحية صحيفة الليبراسيون 19 تشرين الثاني 2014 بقلم فرانسوا سيرجان François Sergent

     إن الجهاد يمارس التنوع. لا تقتصر هذه الحركة على أحياء وأطفال المهاجرين، بل وصلت عدواها أيضاً إلى بعض الذين اعتنقوا الإسلام مثل الفرنسي ماكسيم هوشار Maxime Hauchard من منطقة النورماندي، أو الفرنسي رافاييل عمار Raphaël Amar من منطقة لانكدوك ـ روسيون Languedoc-Roussillon الذي مات في المعارك بسورية. يعترف آباؤهم وأفضل الخبراء بشؤون الإرهاب بعدم قدرتهم على الفهم. تقول عائلاتهم سواء كانت كاثوليكية أو يهودية أو مسلمة بأنهم لم يشاهدوا كيف حصل ذلك. إنه اعتناق للإسلام الأكثر راديكالية، ثم الانتقال إلى الإرهاب الأكثر تطرفاً.
     يُظهر الوضع الاجتماعي لهؤلاء المجندين الغربيين لدى الدولة الإسلامية بأنهم أطفال من الطبقة الوسطى أكثر من كونهم أطفال ضائعون على هامش المجتمع. إن زعماء الدول الإسلامية هم أبطال الدعاية المضللة، وتركوا وجوه جلاديهم الغربيين مكشوفة لكي يُظهروا إلى عدوهم أنهم يعرفون كيفية الإيقاع بالشباب الغربيين.
     يحاول الجميع تفسير سيرة حياة هؤلاء الأطفال الضائعين، وهذه العبثية والنزعات القاتلة وعبادة العنف باعتباره حلاً كما كان عليه الوضع خلال السنوات الصعبة. إن هذه الانحرافات الضالة تشبه الانتحار، ولا يمكن أن يكون هناك سبب واحد لكل ذلك.
     يُظهر تنوع سيرة حياتهم أنه ليست هناك أية طائفة أو دين أو ثقافة يمكن اعتبارها مسؤولة عن هذا الخلل. يدل ذلك أيضاً على أنه يجب على المجتمعات إيجاد أجوبة مُركّبة لمواجهة هؤلاء التائهين، وهي أجوبة أصعب بكثير من التعاويذ المعتادة حول نزع الجنسية وإغلاق مواقع الأنترنت وإعادة التربية أو حتى المراقبة الأمنية.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق