الصفحات

السبت، ٨ تشرين الثاني ٢٠١٤

(الغارات الأمريكية على سورية تقتل الجهادي الفرنسي دافيد دروجون)

صحيفة الفيغارو 8 تشرين الثاني 2014 بقلم إيزابيل لاسير Isabelle Lasserre

     إذا كان الفرنسي دافيد داود دروجون David Daoud Drugeon (25 عاماً) من منطقة بروتاني (Bretagne) قد نجا من وابل الصواريخ الأمريكية خلال الشهر الماضي، فإنه يبدو أن طائرة أمريكية بدون طيار Predator قتلته هذه المرة في سورية يوم الأربعاء 5 تشرين الثاني. أشار والده إلى أنه كان يريد "الموت شهيداً". ربما قُتلَ بصاروخ أصاب سيارته رباعية الدفع عندما كان يتنقل فيها في محافظة إدلب. يجب انتظار فك شيفرة الاتصالات الهاتفية للتأكد من موته، أكد مسؤول في البنتاغون الأمريكي قائلاً: "أعتقد أننا قتلناه، لقد كان جزءاً من أهدافنا".
     كان الفرنسيون والأمريكيون يبحثون عنه بجدية، وأكد مصدر مقرب من أجهزة الاستخبارات قائلاً: "مضى وقت طويل ونحن نحاول الإمساك به". كان دافيد دروجون أحد الجهاديين الأجانب الأكثر "خطورة" بسبب خبرته في استخدام المتفجرات. كانت واشنطن وباريس تشكان بأنه يريد تدبير عمليات تفجير في الولايات المتحدة وأوروبا. يأتي قتله بعد "عدة أسابيع من الملاحقة".
     سلك دافيد دروجون الطريق التقليدي للشباب الفرنسيين الذين التحقوا بالجهاد. لقد اعتنق الإسلام عندما كان عمره ثلاثة عشرة عاماً، وأصبح راديكالياً باتصاله مع بعض السلفيين في منطقته. أقام في مصر بين عامي 2008 و2010، وتعلم فيها اللغة العربية. تعلم صناعة المتفجرات والقنابل في وازيرستان في مناطق القبائل الباكستانية على الحدود مع أفغانستان، وبشكل خاص في ميرانشاه Miranshah معقل الطالبان ومؤيدي بن لادن. في هذه المدينة، التقى دافيد دروجون مع الجهادي محمد المراح المسؤول عن مجزرة المدرسة اليهودية في تولوز في شهر آذار 2012.
     قاتل دافيد دروجون مع منظمة جند الخلافة خلال ثلاث سنوات، ثم ذهب إلى حلب، وانضم إلى صفوف مجموعة خوراسان التابعة لجبهة النصرة ـ الجناح السوري لتنظيم القاعدة. يقود هذه المجموعة بعض الجهاديين الذين حاربوا الجيش الأمريكي والحلف الأطلسي في أفغانستان بعد سقوط نظام الطالبان عام 2001. يهدف جهاديو الدولة الإسلامية أولاً إلى التوسع وتدعيم الخلافة التي أنشأوها في المشرق، وذلك بعكس مقاتلي خوراسان وجبهة النصرة الذين يريدون نقل المعركة إلى الخارج واستهداف المصالح الغربية في أي مكان يستطيعون الوصول إليه. من الواضح أن دافيد دروجون كان جزءاً من النخبة المقاتلة لهذه المجموعة.
     نشر الموقع الإلكتروني الأمريكي McClatchy مقالاً في الشهر الماضي أكد فيه أن الجهادي الفرنسي الذي نجا في ذلك الوقت من القصف الأمريكي كان ضابطاً سابقاً في الاستخبارات الفرنسية. نفت الأوساط العسكرية الفرنسية هذه المعلومات بشدة، وما زالت تنفيه. أكد مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي قائلاً: "لم يدخل دافيد دروجون صفوف الجيش والاستخبارات إطلاقاً لا من قريب ولا من بعيد، ولم يكن حتى مرشحاً لها". اعتبر هذا المصدر أن السبب في هذا الغموض يأتي من الدورة التدريبية الرياضية التي اتبعها دافيد دروجون في مدينة Coëtquidan التي تضم مدرسة سان سير Saint Cyr العسكرية لضباط سلاح المشاة.
     يقاتل المئات من الجهاديين الفرنسيين مع المجموعات الراديكالية جداً في العراق وسورية، ويهددون بارتكاب عمليات تفجير بعد عودتهم إلى فرنسا. هناك رغبة كبيرة بمحاولة قتلهم في سورية والعراق. قرر الفرنسيون في الوقت الحالي أن تقتصر مشاركتهم على مكافحة الجهاديين داخل الأراضي العراقية، وتقوم الطائرات الأمريكية بملاحقة الجهاديين الأكثر خطورة داخل الأراضي السورية. أشار مصدر مقرب من الأجهزة الفرنسية إلى أن الاستخبارات الفرنسية تقوم بمساعدة الطائرات الأمريكية في تحديد الأهداف في سورية، وقال: "إن التخطيط هو أمريكي بحت، ولكننا نشارك في تحديد الأهداف. يعرف الفرنسيون سورية أكثر من العراق".











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق