الصفحات

الجمعة، ٢٠ كانون الأول ٢٠١٣

(توجد مصلحة مباشرة لبشار الأسد في "جهادية" الثورة)

صحيفة الليبراسيون 19 كانون الأول 2013 ـ مقابلة مع الأستاذ في معهد العلوم السياسية جان بيير فيليو Jean-Pierre Filiu ـ أجرى المقابلة لوك ماتيو Luc Mathieu

سؤال: لماذا أصبحت سورية الأرض الجديدة للجهاد العالمي؟
جان بيير فيليو: السبب الأول هو أن الثورة لم تكن قادرة بسبب ضعفها أمام ضربات النظام على الحفاظ على القانون والنظام في المناطق الواقعة تحت سيطرتها. تورط طرف إقليمي هو تنظيم القاعدة في العراق تحت اسم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام. رفض أعضاؤه إعلان الولاء لأيمن الظواهري، ولكنهم يتابعون هدفهم الخاص المتمثل بنقل الجهاد إلى الغرب حتى الحدود الفلسطينية. تضم الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام مقاتلين متمرسين قاتلوا أكثر من عشر سنوات في العراق، ثم انضم إليهم الجهاديون من مختلف أنحاء العالم عبر الذهاب إلى تركيا ثم ركوب أية حافلة للوصول حتى الحدود. السبب الثاني هو إستراتيجية بشار الأسد الذي أكد منذ شهر آذار 2011 أنه لا يواجه ثورة بل هجوماً جهادياً عالمياً. كان يقوم باعتقال آلاف المعارضين، ويُفرج عن الجهاديين المعتقلين في سورية. لا يعني ذلك أن هؤلاء الجهاديين هم عملاء للنظام، ولكن من الواضح أن بشار الأسد لديه مصلحة مباشرة في "جهادية" الثورة. أخيراً، إن سلبية الدول الغربية أعطت المصداقية وعززت هذه الفرضية. من الصعب جداً اليوم بالنسبة للسوريين ألا يفكروا بأن المجتمع الدولي والأمم المتحدة يحققون رهان بشار الأسد.
سؤال: أين تقع مسؤولية الدول الغربية؟
جان بيير فيليو: أكدوا منذ البداية أنه لا يجب التدخل في سورية لعدم تشجيع الجهاديين. بعد مرور ثلاث سنوات، لم يتحرك أحد وفرض الجهاديون أنفسهم بعد أن ظهروا عام 2012. إنها نتيجة دامغة تبرهن على أن هذه السياسة بعدم التدخل غير فعالة إطلاقاً. يتم اتهام  الضحايا عبر تحميل الثوار مسؤولية بروز الجهادية. في الواقع، تم تسليمهم إلى الجهاديين بعد التخلي عن الشعب السوري!
سؤال: هل يستطيع الجيش السوري  الحر العودة إلى الواجهة؟
جان بيير فيليو: لم يحظ الجيش السوري الحر إطلاقاً بسلسلة قيادة ولا بهياكل جديرة باسم "جيش". إن مجرد اتخاذ قرار بمساعدته وإعطائه الوسائل للقتال خلال فترة شهر أو شهرين أو ستة أشهر، من الممكن أن تجعله موجوداً بشكل فعلي. الأمر الأكثر أهمية هو أنه لا يمكن القضاء على الجهاديين إلا عسكرياً. رأينا ذلك في العراق عندما استطاعت ميليشيات الصحوة وحدها إجبار تنظيم القاعدة على التراجع. بالمقابل، لا يمكن أن تنتصر الثورة إلا على الصعيد السياسي. ولكن من أجل تحقيق ذلك، إنها بحاجة إلى موازين قوى عسكرية. بوضوح، يجب من الآن فصاعداً مساعدة حرب العصابات ضد الجهاديين أكثر من المساعدة ضد الدكتاتور بشار الذي لن يقوم إلا بتعزيزهم.
سؤال: هل الجيش السوري قادر على استعادة شمال البلد؟
جان بيير فيليو: السؤال هو معرفة لماذا لم ينجح باستعادة شمال سورية حتى الآن! إنه يضم 300.000 جندي تقريباً، ولكن ثلاثين ألف منهم فقط يقاتلون. يقف إلى جانبهم ما بين خمسة وخمسة عشر ألف مقاتل من عناصر حزب الله  اللبناني بالإضافة أعداد متزايدة أكثر فأكثر من  الشيعة العراقيين. إن هذه التعزيزات الخارجية مكلفة بمعارك المدن. وإذا لم ينجحوا باستعادة حلب، فإن السبب هو أنه لا أحد من سكان حلب يريد العيش من جديد تحت حكم نظام بشار الأسد. لا يعني ذلك أن السكان يدعمون المجموعات المسلحة المتمردة بشكل أعمى، إنهم ينتقدونهم حالما يشعرون بأنهم يتصفون بالتعسف نفسه للنظام القديم. لا يجب نسيان أن سكان بعض الأحياء الواقعة تحت سيطرة التمرد في حلب، صوتوا قبل عدة أيام لانتخاب رئيس بلدية ومحافظ. إنهم يواصلون إدارة ثورتهم على الرغم من المعارك العنيفة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق